الأحد، 30 أغسطس 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{سأنتقم ولو بعد حين}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة{{مريم گوران}}

"سأنتقم ولو بعد حين"
في أربعينيّات القرن الماضي،أيام الحرب العالمية الثانية،والتي هي مندلعةٌ منذ خمسة سنين،وبعد
أنحسار قوة الجيش النازي في أوروبا،عانت ألمانيا حصاراً أقتصادياً شديداً للغاية،أجبرَ هتلر العديد من الرجال والفتيان وحتى النساء على التطوع في جيشهِ الذي لايُقهر ،على حدِ قوله،
وبينما أنا عائدةٌ من المدرسة مع صديقتي(لورا)<br>
وإذا بنا نسمع أصوات قصف عاليةٌ جداً،لم نستغرب وأكملنا طريقنا،لأننا قد تعودنا على أصوات المدافع والصواريخ بسبب الحرب، وصلنا إلى محلتنا الصغيرة،وإذا بنا نراها مشوهة الملامح،فالبيوت قد قُصفت ودُمرت،الأشلاء متطايرة في الأرجاء،السماء أصبحت سوداء اللون،والهواء برعاية غاز أحادي أوكسيد الكاربون،نعم سقطَ الجيش النازي العظيم،وسقطت برلين في السادس عشر من أبريل عام ١٩٤٥،جيوش التحالف قد أقدمت بكامل عدتها للنيل من بلد النازية،مدججين بالسلاح،قلوبهم مليئة بالحقد بسبب الخسائر المدوّية التي كلفهم 
إياها هتلر،أقبلوا يقتلون ويغتصبون ويدمّرون كل شيئاً حي في طريقهم،ركضتُ أنا ولورا لكي نرى ماذا حل بأهلنا،وإذا ببيوتنا قد سويّت مع الأرض ولم يبقى منها شيء،
-أُنظري (لورا)هذهِ أمي!
-وكيف عرفتي بأنها أُمكِ؟ألاترين بأن كل الجثث محترقة!!
-لأنها ترتدي الخاتم الذي أهديتهُ لها في عيد الأُم!
ألقت(لورا)بنفسها على الجثث وأخذت بالبكاء والصراخ،بينما أنا ركضتُ بإتجاه جنود التحالف الواقفين بجانب العمارة التي لطالما كنا نسكن فيها،وجدّتُ منجل الزرع الذي كان جارنا يجز بهٍ الأعشاب،تناولتهُ بسرعة من الأرض وضربتُ أحد الجنود بقوةٍ على رأسهِ،خرَّ واقعاً على الأرض سابحاً بدمائه،لِذتُ بالفرار،ركضتُ بأقصى سرعتي ،لم أعُد إلى برلين إبداً،وأنا على حدود ألمانيا وعدتُ والدتي بأني سأنتقم لها ولجميع أبناء بلدي،وهذا مافعلته!،فأنا اليوم تاجرة المخدرات الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية،وقد أغرقتُ أمريكا،فرنسا وروسيا بالمخدرات،وبعد مرور خمسين سنة على سقوط برلين،لقد أنتقمَتُ لكِ ياأُمي!!
مريم گوران 
بغداد

ليست هناك تعليقات: