قصة
***** إنتهت الحكاية*******
إنتهت الحكاية قبل أن تبدأ ،كان من المستحيل الأستمرار والبقاء هناك
كيف لها أن تصبر وتتحمل كل هذا العناء؟؟
دائما كانت تشعر بالوحدة تمزقها وبالآلام تقتلها .نزف دائم لجراح لا تلتئم أبدا.
ورغم كل هذا حاولت مرارا الأستمرار والحفاظ على بقايا حلم عاشته منذ زمن
إلا أن القدر كان لها بالمرصاد .يقتل كل أمل قد ينمو بروحها
كانت تعاني من فوضى مشاعر عارمة!!جامحة!!
لا تدري كيف تكبح جماح ما ينتابها من مشاعر أحياناً تكون وردية... وأحياناً تكون دامية مزروعة بالأشواك
هي حكاية امرأة بدأت بطفلة رقيقة وبريئة تلعب وتلهو كما الفراشات في الحقول
لها أحلام تتطلع لتحقيقها تنظر للسماء بعينين يملؤها الأمل والفرح
أحلام لا تحمل في طياتها سوى البراءة ..أحلام طفولية تحتضنها البسمات وتسكرها الهمسات
كبرت الطفلة كبرت معها الأحلام وبدأت البراءة بالتلاشي والطفولة اندثرت خلف جدران الأيام التي تمر ثقيلة ومملة وملبدة بغيوم العذاب
انتهت الطفولة وبدأت رحلة جديدة من مراحل العمر التي تمنت في كل لحظة أن تنتهي وتزول لما بها من ألم ودموع وآهات وحسرة
انتهت الطفولة وبدأ عهد جديد ..يحمل أحلام أقرب إلى الكوابيس
بدأت بالنضوج احتفلت بعيدها الخامس عشر .تركت الطفولة خلفها بأحلامها وبراءتها وعفويتها.
وأخذت بالاستعداد لمرحلة جديدة فبدأت بصقل أنوثتها ..من حيث كيفية التعامل مع المحيط من حولها
هي الآن في المرحلة المتوسطة من الدراسة مجتهدة ومجدة
وبدأت تلاحظ ميولها الأدبية وحبها للقراءة والكتابة وبدا واضحاً عليها كم هي رومانسية وحانية
وكانت على قدر كبير من الجمال ومع صغر سنها إلا أنها هزت قلوب الكثيرين
ولكنها كانت تعي جيدا أن الحب ممنوع وعيب بشرع عائلتها
لا يحق لقلبها أن يهتف لأي رجل فهذا مستحيل في بيئة محافظة كالتي تنتمي لها وتعيش في أحضانها
لكن هناك شاب يعمل في متجر قرب المدرسة كان يختلف عن سواه
يرقبها يوميا وهي تدخل إلى المدرسة وأيضاً وهي تخرج على وقع أنغام الموسيقى وصوت عبد الحليم حافظ وهو يغني ( بتلوموني ليه )
كان يحرك أحاسيس بداخلها يشعرها بالخجل وتحمر وجنتيها
كانت تدرك أنها مشاعر تولد لأول مرة بداخلها وأحاسيس تدرك أنها ما يسمى حب
ولكنها تعرف أيضاً أنه ممنوع ومحكوم عليه بالإعدام قبل أن يولد وينمو
ولذلك كانت دائما تحاول قتل هذا الشعور والتحكم به حتى لا يظهر عليها وعلى ملامحها
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كانت تخشى أن يأتي
في ذلك اليوم أتت صديقتها وقالت لها أن الشاب ارسل لها رسالة وأعطتها إياها
فتحت الرسالة لتجد بها اعترافاً بحب الشاب لها وأنه يريد لقاءها وهو قصده شريف
مع بعض كلمات الحب والغزل
قرأت الرسالة أكثر من مرة والخجل يسيطر على ملامحها ويديها ترتعش
قالت لها صديقتها إنه ينتظر الرد
فأجابتها لا أستطيع لا أستطيع وقامت بتمزيق الورقة وأعطتها لصديقتها وهي تقول خذي أعيدي له رسالته الممزقة وقولي له هذا ردي عليه
نظرت إليها صديقتها بتعجب وقالت لما فعلت هذا ؟
قالت لا أستطيع أن أفعل شيء أخر
أنت تعلمين جيدا أن أهلي إن علموا بالأمر ستدمر حياتي ومستقبلي
قالت ولكنك تحبينه أنا متأكدة من ذلك
أجابتها لا أبدا الحب شعور محرم بالنسبة لي
أرجوكي أفعلي ما طلبته منك
قالت حسنا سأفعل
وبالفعل قامت الصديقة بما طلبته منها وأعادت إليه رسالته الممزقة
لكن الشاب ازداد إصراراً وحباً لها وأرسل لها أكثر من مرة وفي كل مرة كان جوابها تمزيق الرسالة وإعادتها له
وكانت هذه السنة الأخيرة في المرحلة المتوسطة وستنتقل العام القادم على مدرسة ثانوية في نفس الحي لكن في شارع آخر يبعد قليلا عن مكان عمل الشاب
وجاء يوم إعلان النتائج وذهبت لترى نتيجتها وكانت ناجحة بتقدير جيد جدا فرحت كثيرا رغم حزنها لأنها ستبتعد العام القادم
وكانت المفاجأة عندما خرجت من مدرستها هي وصديقتها
وجدت الشاب ينتظرها وألقى عليها السلام
تلعثمت واحمرت وجنتيها وشعرت بقلبها يقفز من بين ضلوعها
ولكنها تماسكت وطلبت منه الابتعاد
فقال لها امنحيني فرصة لأثبت لك حسن نيتي فأنا أحبك وقصدي شريف
لم ترد ..نظرت أليه وقالت انتهى العام الدراسي
وتابعت سيرها وعيناها تملؤها الدموع
كانت العطلة الصيفية مملة وثقيلة لم تشعر حتى بفرحة النجاح
وكلما أتت صديقتها لزيارتها كانت تبلغها أن الشاب يهديها السلام
فتتنهد بحرقة متمنية انتهاء العطلة والعودة إلى المدرسة لعلها تراه مجددا...
ولو من بعيد ..
اليوم هو أول أيام العام الدراسي الجديد استيقظت مبكرة وجهزت نفسها للذهاب إلى مدرستها الجديدة..كانت تنتقل من مكان إلى آخر في المنزل بمنتهى النشاط والحيوية.فقد كانت العطلة ثقيلة ومملة ومرت ببطيء شديد
خرجت من البيت تسير بخطى سريعة نحو المدرسة ..وكانت المفاجأة التي كانت تتمناها ولكنها لم تتوقع حدوثها
إنه هو يقف هناك ينتظر قدومها في أول يوم من العام الدراسي الجديد
نظرت إليها صديقتها وقالت انظري من هناك
أجابتها بحياء نعم نعم رأيته وابتسمت
تابعت سيرها هي الآن تمر من أمامه لا يفصل بينهما سوى متر تقريبا
اعتلت وجنتيها حمرة وأحست برعشة ولم تعد تقوى على متابعة المسير
لعله شعر بها فصعد إلى سيارته وغادر المكان وهو يرسم ابتسامة عريضة على وجهه
تنهدت بارتياح وكأن جبلا كان يجثم على صدرها ثم انزاح
كانت سعيدة جدا لرؤيته وحزينة لأنها تعلم أنها ستستيقظ يوما من هذا الحلم الجميل
انتهي اليوم الدراسي الأول وغادرت المدرسة عائدة إلى المنزل برفقة صديقتها
لم تجده أمام المدرسة استغربت فقد توقعت حضوره
لكنها ما لبثت وعرفت السبب
إنه يعمل بمكان قريب من المدرسة الجديدة انتقل من عمله السابق ليصبح قريباً من مدرستها الجديدة
عندما رأته في مكان عمله الجديد نظرت إلى صديقتها نظرة تعجب واستغراب ودون أن تتكلم قالت لها صديقتها
هو يحبك بالفعل وصادق بمشاعره
أجابت وما الفائدة حب محكوم عليه بالموت قبل أن يولد
وصمتت والحزن يعلو ملامحها
اخترق الصمت صوته وهو يقول كيف حالك؟؟
نظرت أليه وتابعت سيرها دون أن ترد
وعندما ابتعدتا عنه قالت لصديقتها أخبريه أنه يدق الباب الخطأ وقولي له أن يتركني وشأني
همت صديقتها بالكلام ولكنها قالت لها لا تقولي شيئاً أرجوكِ لا تجعلي الأمر أكثر صعوبة
وصلت على المنزل وجلست كما اعتادت دائما تقرأ في كتاب وتستمع الى أم كلثوم وهي تغني أغدا ألقاك
كانت حائرة ماذا ستفعل العام الدراسي بدأ اليوم فماذا ستخبئ الأيام القادمة؟؟
وماذا ستحمل بين طياتها
أه ماذا عساها تفعل وكيف ستتصرف؟؟
بقيت على هذه الحال عدة أشهر تراه وهي ذاهبة إلى المدرسة وحين عودتها إلى البيت
ينظر إليها بحب شديد يبتسم ابتسامات حالمة يحاول أن يكلمها ولا يجد إلا الصدود وعدم الرد
كان يرسل لها مع صديقتها رسائل يشرح بها مقدار حبه ولهفته للحديث معها
وكانت في كل مرة تعيد له رسالته
إلى أن جاء يوم وأوقفها وقال لها سأرسل أهلي لخطبتك
ولأول مرة ردت عليه وقالت لا تفعل أنت بهذا ستحطم حياتي أهلي لن يوافقوا وسوف يتساءلون كيف عرفتني وهل بيننا كلام إلى غير ذلك من أسئلة واتهامات
رد عليها أنا أحبك وأعرف أخوك الكبير وتربطني به صداقة دعيني أفعل ما قلت لك
ردت عليه ارجوك لا تفعل العام الدراسي شارف على الانتهاء فلا تضيع تعبي طيلة السنة وتكون السبب بالحكم عليّ )* بترك الدراسة
تابعت سيرها وهي تنظر إليه نظرات توسل ورجاء
في اليوم الثاني فوجئت بأمه وأخته في بيت أهلها
قد وقع المحظور وأرسل أهله كما قال
وكان رد والدتها الرفض المطلق دون العودة إليها أو حتى سؤالها
وعندما جاء والدها أخبرته أمها بما حدث وأنها رفضت
فسألها الأب ومن أين علم أن لدينا ابنة للزواج
أجابته والدتها قالت أمه أنه صديق لابننا الكبير وقد رآها بصحبته وصحبتنا في عرس أحد الأقارب
تنهدت براحة لأن هذا السبب الذي ذكرته والدته لوالدتها سيرفع عنها هي اتهام
وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى مدرستها وجدته بانتظارها نظر إليها وهم بالكلام ولكنها سبقته وقالت ألم أقل لك لا تفعل سامحك الله ابتعد عن طريقي أرجوك
وصلت إلى المدرسة وقصت لصديقتها ما حدث وهي حزينة جدا
وقالت لها بعد أيام سينتهي العام الدراسي وستبدأ العطلة وأريد منك أن تزوريني باستمرار
قالت صديقتها أكيد أكيد وسأحمل لك الأخبار
اليوم هو آخر يوم في السنة الدراسية به ستسلم النتائج
استيقظت مبكرة وذهبت إلى مدرستها ناجحة بتقدير جيد جدا مجموعها يؤهلها لدخول القسم العلمي ولكن ميولها هي أدبية فهي تكتب الشعر وتعشق القراءة
المهم أنها نجحت تمتمت بصوت أقرب للهمس
خرجت من المدرسة وجدته أمامها قال لها سآتي مجددا لخطبتك حتى وإن رفضوني ألف مرة
أعطاها وردة ورحل
وبالفعل أتت والدته أكثر من عشر مرات في العطلة تطلبها لابنها وكان الرفض هو الجواب في كل مرة
وصديقتها كما وعدتها كانت تأتي لزيارتها حاملة رسائل منه وكانت بدورها تعيدها إليه حتى لا تبعث الأمل في قلبه
وبدأ العام الدراسي الجديد حاولت جاهدة إقناع والدتها بأن تدخل القسم الأدبي ولكن والدتها أصرت على دخولها القسم العلمي وبهذا تحطمت آمالها وأحلامها بأن تدخل الجامعة وتلتحق بكلية الأدب العربي وتصبح كاتبة يوما ما
ولكن ما الذي سيتحطم أيضاً وينتهي من حياتها؟؟
رضخت لرغبة أهلها ودخلت القسم العلمي ..فلم يكن بوسعها سوى القبول
كانت السنة الدراسية مملة ورتيبة فهي تدرس اختصاص يخالف طموحاتها وأحلامها وكل تمنياتها ولكنه على كل حال أفضل من ترك المدرسة
وكان ذلك الشاب لا يزال ينتظرها كل صباح وهو يرسم ابتسامة على وجهه
وقبل نهاية العام الدراسي بشهر تقريبا جاء عريس لخطبتها وكان أهلها مع الموافقة عليه أما هي فكانت ترفض وبشدة وتحاول بشتى الطرق جعل أهلها يرفضون ولا زال التشاور بين افراد الأسرة قائم
إلى أن جاء صباح ذلك اليوم المشئوم
كانت في طريقها إلى المدرسة فأوقفها الشاب ليسألها هل هناك شاب بالفعل يريد خطبتها صديقتها أخبرته بذلك
أجابته أرجوك ابتعد عن طريقي ودعني وشأني
وإذ بجارتهم تمر في تلك اللحظة صرخت الفتاة يا إلهي هذه جارتنا وبكل تأكيد ستخبر أمي أنها رأتني أكلمك ماذا سأفعل الآن ؟؟
قال لها هدئي من روعك قولي لوالدتك أنني كنت أسألك عن أخيك
ارجوكي اهدئي اهدئي
نظرت أليه والخوف والقلق يعلو ملامح وجهها وقالت لقد دمرت حياتي أنت .
الآن أمي ستوافق على العريس ستوافق ستوافق سامحك الله
وأكملت طريقها إلى المدرسة وكانت صامتة قلقة طول النهار
انتهى الدوام وعادت على المنزل وعند دخولها من الباب صفعتها أمها على وجهها فعلمت أن جارتهم أوصلت الخبر
شدتها والدتها من يدها وأخذتها إلى الغرفة أقفلت الباب وقالت ما الذي كنت تفعلينه اليوم؟؟
أجابت لم افعل أي شيء كل ما حصل أنه رآني وأنا ذاهبة إلى المدرسة سألني عن أخي أجبته أنه في البيت هذا كل ما حدث
أجابت الأم استعدي غدا سيأتي العريس برفقة أهله لنتفق على كل التفاصيل فقد أبلغناهم موافقتنا اليوم
اجهشت بالبكاء واقتربت من والدتها تتوسل لها وترجوها أن لا تفعل بها ذلك
فتحت الأم باب الغرفة وقالت انتهى الأمر
جلست الفتاة على الأرض وهي تجهش بالبكاء وتتمتم ارحمني يا الله
وفي صباح اليوم التالي استيقظت وذهبت إلى المدرسة وأخبرت صديقتها بكل ما حدث وصديقتها بدورها أخبرت الشاب
وفي المساء أتى العريس برفقة أهله وتم الاتفاق على كل شيء على أن يكون حفل الخطوبة آخر يوم في العام الدراسي وقرأوا الفاتحة وانتهى الأمر
وكان من شروط العريس أن لا تكمل دراستها مع أن الخطوبة ستكون لأكثر من عام وبإمكانها الحصول على شهادة البكالوريا ولكنه اصر على أن لا تلتحق بالدراسة العام القادم
أنهت ما تبقى من ايام دراسية بتوتر وحزن شديد وجاء آخر يوم دراسي وانتهى العام وفي مساء ذلك اليوم كان حفل الخطوبة وكان الشاب من ضمن المدعوين هو وعائلته
حضر ورآها وهي تضع في إصبعها خاتم خطوبة من شخص آخر
وبعد حوالي الأسبوعين ذهبت لاستلام النتيجة وكانت ناجحة بتقدير جيد وعند عودتها إلى البيت وجدت الشاب بانتظارها قال لها سامحيني أنا السبب في كل ما حدث ولكن أقسم بالله بأنني أحبك ولن أحب سواك
نظرت إليه وقالت سامحك الله دمرت حياتي وقتلت كل حلم جميل داخلي
وصلت إلى البيت حاولت إقناع والدتها أن تدرس العام القادم وتحصل على شهادة البكالوريا مادام الزفاف بعد عام ونصف
لكن والدتها أبت أن تلبي رغبتها وقالت العريس طلب أن لا تكملي الدراسة والأسبوع القادم سيعقد القران وستصبحين على اسمه ويحق له منعك من الدراسة
دخلت إلى غرفتها وجلست تبكي وتكتب وتندب حظها العاثر
وبعد عدة اشهر ونظرا لكثرة الخلافات بينها وبين خطيبها أصرت والدة العريس على تقديم موعد الزفاف وتزوجت ومرت السنين وأصبحت أم وكانت زوجة صالحة وأم حنونة نجحت في حياتها واستطاعت إسعاد أسرتها رغم أنها لم تحب زوجها يوما
وبعد ثلاثون عام حدث أمر لم تتوقعه أن يحدث يوما
مرت ثلاثون عام عاشت بها حياة صنعت بها السعادة للجميع
رغم أنها لم تشعر بالسعادة يوما ولكنها كانت توهم الجميع حتى زوجها أنها أسعد الناس .كل هذا من أجل الحفاظ على بيتها وأبناءها الذين كرست حياتها لهم ومن أجلهم
وكانت كلما شعرت بالضيق مر في مخيلتها شريط الذكريات وذرفت دموع الحسرة على كل الأحلام التي ضاعت والأماني التي تحطمت
إلى أن جاء يوم كانت تجلس امام الكمبيوتر وإذ بطلب صداقة يأتيها من شخص وما أشد ذهولها هو أنه هو اسمه وصورته التي تحتل البروفايل
ما هذه الصدفة الغريبة والعجيبة هو صديق لصديق لديها ومن خلال صفحته ارسل طلب صداقة
ولكن هل ارسل الطلب فقط لأنها صديقة عند صديقه أو أنه يعرف من تكون فهي تضع على صورة الغلاف كلمات ارسلها لها في آخر رسالة وصلت منه قبل سنوات طويلة
سألت نفسها هل توافق على طلب الصداقة أم تتجاهله ؟
ستوافق لترى إن كان قد عرفها أم هو طلب عشوائي؟؟
وبالفعل تمت الموافقة وكانت دهشتها كبيرة عند وصول رسالة منه مكتوب بها أول رسالة أرسلها لها
تأكدت أنه يعرف من تكون ولكنها لم تشعره بذلك ولم ترد على رسالته
أرسل رسالة أخرى يسألها عن أحوالها وأخبارها ذكر بها اسمها وعرفها بمن يكون
معبرا عن دهشته لهذه الصدفة واخبرها أنه عرفها من العبارات المكتوبة على صورة الغلاف فهو من كتبها لها وهي من وحي مخيلته ومن خلال تجوله بصفحتها وقراءة كتاباتها تأكد من تكون
ثم كتب لها أن ابنته الكبيرة تحمل اسمها وأنها لم تفارق مخيلته أبدا
وكان يتابع أخبارها من خلال صديقتها على أن سافر إلى وطنه فانقطعت أخبارها ولم يعد يعلم عنها شيئاً
ردت عليه قائلة اعذرني سأحذفك من قائمة أصدقائي فمجرد كلامي معك عن الماضي أو حتى الحاضر خيانة
أجابها ولماذا وافقتِ إذاً ؟؟
قالت فضول لأتأكد أنك طلبت صداقتي لأنك عرفتني أو هو مجرد طلب لأني صديقة عند احد أحد أصدقائك
قال لها أنا لا أستطيع فرض نفسي عليكِ ولكن عندي سؤال وبعده افعلي ما تريدين
قالت ما هو؟؟
رد عليها هل أحببتني يوما؟؟هل شعرتي بصدق مشاعري نحوك؟هل أنت سعيدة
حذفته من قائمة الأصدقاء دون أن تجيب
مرت سنة تقريبا كان يدخل صفحتها يضع إعجاب على ما تكتب وأحياناً تعليق وأحيانا يرسل رسالة على الخاص ولكن لا ترد عليه
إلى أن جاء مساء ذلك اليوم دخلت صفحتها فإذا بإشارة موضوعة لها من الصديق المشترك وعليه صورة الشاب الذي أحبها
وعندما بدأت بقراءة المنشور يا إلهي قصيدة رثاء كان الصديق يرثي صديقه لقد مات شهيدا وهو عائد من عمله إلى بيته أثناء المعارك الدائرة في بلاده
وبدأت الدموع تهطل بغزارة من عينيها وهي تتمتم رحمة الله عليك
ولم تشعر بنفسها إلا وهي تردد أخر كلمات أرسلها لها في آخر رسالة من سنوات
عندما تبتسم لك الحياة اذكريني
عندما تعبث بك الأيام لا تنبذيني
وإذا مرت بك الذكرى لا تنسيني
وإذا حال بيننا الفراق قابليني
أكتب كلماتي هذه لتظل ذكرى مدى الحياة والعمر
أااااااه يا ألهي ارحمه برحمتك واجعل مثواه الجنة
أغلقت الكمبيوتر وهي تقول انتهت الحكاية .. انتهت الحكاية.
نور الهدى(هدى)
فلسطين
٢١/٩/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق