الجمعة، 25 سبتمبر 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{أول كتاب}} بقلم الكاتبة القديرة الأستاذة {{حور_القيسي}}


#أول_كتاب


قبلَ سبع سنوات ، آتاني أبي حاملًا معه كتاب عتيق من وريقات الّتي أبى الزمن إلّا أن يترك بصماته،نظرتُ له وأنا ذات الخمسة عشر سنة ، وذهبت نظراتي آليًا لذلك الكتاب، كنتُ أرى أبي وهو يقرأ بتلك الكتب في صغري، وكبرتُ ونمى معي الفضول تُجاهَ القصص الّتي يرويها أبي، وسؤال يتبادر لذهني ( من أينَ أتى بكلّ هذهِ القصص، ولِمَ لا أعرفها؟ ) تلألأت مُقلتي ، وقلتُ لأبي بابتسامة ( ما هذا أبتاه ؟ ) ، ابتسمَ لي فجلس بجانبي وقالَ بحنان بعدما ربتَ على رأسي ( كِتاب " جمهورية أفلاطون " ) بادلتُ أبي الابتسامة فأخذتُ منه الكتاب أو قد خطفته، من يهتم وكلّها باتت لي!! ، هرولت لمكاني المُفضل وبدأت بتقليب صفحات الكاتب واحدة تلوَ الأُخرى، كلّ حرفٍ قد حفظتَ مكانه، كلّ تمزقٍ بسيط موجود بأطرافِ أحد الأوراق، وبعد شهر وقد ختمت الكِتاب،بدأ أبي يسألني عن الكتاب وما يحتويه، فأضحيتُ أناقشه وكأنّي قد بلغتُ من العُمرِ عتيّا!!!،


وتوالت الكتب الّتي تُناسب من هم بعمر أبي حسب قول أمي، كتب قد غيرت فكري ( ما هي الفسلفة ، وحيُ القلم ، ليو تولستوي، تشيكوف ، المجنون ، تأملات،..) وليسَ هذا فحسب، بل الكتب كلّها وقد بلغت قُرابة 53 كتاب، قال لي ( هذهِ لك ، كنزٌ من عمري ،..... )، ..... وما زلت على كنزِ أبي.


#حور_القيسي 

ليست هناك تعليقات: