الأحد، 27 سبتمبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{الوداع}} بقلم الشاعرة الأردنية القديرة الأستاذة{{روابي محمد المصاروه}}


التاريخ: ٢٧/٩/٢٠٢٠
روابي محمد المصاروه ( الاردن )

الوداع
لا أعلم ماذا كان شعوري في تلك الثانية من تلك الساعة ما القوة التي حظيت بها في لحظة وداعك. انفصلت كجسد فُصِل عن روحه، كنتُ قوية في هذه اللحظة وفي هذا المكان لم أعلم كيف استطعت أن أودعك، أو كيف لي أن أسمح لك بالذهاب، من أين أتت تلك القوة؟
لم تكن قوة؛كانت مجرد عدم تصديق الموقف،كانت هراء القلب و العقل، هراءٌ بأن كل شيء يحصل كذبة، دوران عقارب الساعة بطيء جدًا، ماذا يحدث لها ؟هل تتألم؟ أم هل تعاني من لوعات الوداع؟ 
الوداع كلمة تتكون من ستة حروف من اللغة الأصلية لكنها كلمة تجمع الآهات والأوجاع، تحظى بالكسرات، كلمة مليئة بالأوجاع لا يستطيع أحد استقبالها. 
وداعك لم يكن سوى سكين قطعت روحي إلى أشلاء على زجاجة الحياة، نعت قلبي كسماء فقدت نجومها وأصبحت خالية تهتفُ إلى الربّ ليساعدها على استعادت النجوم.

روحي تتمزق مع كل ذكرى تخلد في أحلامي، تلك الأماكن التي زرعت بها ذكريات جميلة، كلماتك المعسولة في منتصف عالم الحلم همساتك الصاخبة الممزوجة بهذيان روحي .
أصعب ما يمكن أن نتعرض له في هذه الحياة هو الوداع كأننا نمسك زجاجة ونمزق قلوبنا بهدوء وعندما يقف الألم يبقى الأثر إلى الأبد، عقلي يتعرض إلى الصدمة الصارمة التي احالته إلى الرجوع لكي لا يفكر أن يفهم
ماذا يحصل ؟
أو كيف حصل ؟
عقلي منهك كعجوز فقد شبابه من المرض، و أنا فقدت عقلي من مرض الوداع وهل تعلمون أين قلبي؟ لحقه قلبي إلى ديار النصيب ليقول له
يا من ذهبت إلى ديار النصيب عد لي
تعال يا فقيد قلبي فقلبي يناديك 
من حر النيران التي تحرقه
أفتقدك يا ذاهب لم تعد
وداعك أضل قلبي وهدم عقلي
دع ديار النصيب وعد إلي....

--- 

ليست هناك تعليقات: