في المقهى الصغير
والشتاء الذي عاد من بعيد
وفنجان القهوة بيدي
والمطر يدق على النافذة
كيف أناديك
والحزن في أعماقك يمر أمامي
لا يكفيه أي مقهى
والشتاء العائد من بعيد
فأنا معي الماضي
وأنت حزنك
وأناديك
ولا تسمع
ويكفي ما ضاع قبل المطر
ويكفي الغيم
الذي جاء ورحل
ورسم صورة الحزن
على نافذة المقهى الصغير
وقال الناس ظلما :
لا خبر عن مطر
وحبنا يخجل
ولحمنا بيته
وذاكرته حزن كبير
وأنا لم أكن أعلم
أن فنجان القهوة بيدنا
مل من حزننا
ومن هواء الشتاء يبرد
ويرتجف
ويصرخ :
أنا لا طاقة لي بالحزن
وبقديس
وعاشق كبير
ذاكرته لا تعرف النسيان
لباقات الورود
ورائحة العطر
ووقع المطر على الخدود
والرحلة الأخيرة
للحب الذي لا يعود
فما ذنب المقهى
وقهوة الرواد
ونافذة رسمت عليها وجوه الحزن
الراحلين
إنه الحب
وكلنا سواسية
وصار الوجه الأبيض أسود
وقفت باب المستحيل
وسمعت أصوات الطبول
لعرس في البعيد
لا يحفل بالذاكرة
ولا بالنسيان
ولا بالوعود
فهو الحب
كما السياسة
وأي تاجر يدفع أكثر
يجعلك من رواد المقهى الصغير
حزنك يطل من النافذة
كالحزن الذي وجده المارة في الطريق
ومثل الشتاء إذا عاد
وكأن المطر
يشعر الآن بالحزن
وأنت تطل من نافذة المقهى الصغير .
الديوان : من لا يقبل ألا يكون لاجئا إلى عينيكِ .
قصيدة : ذاكرة لا تحفل بشيء .
للشاعر :
قدري عبد المصلح . الأردن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق