للراحلين فراغ كبير وذكرى في القلب لا تنسى
مستحيل، جدتي التي كانت قلبا رحيما وسندا رصينا، رحلت من أحبتني حبا خالصا وحملتني على ظهرها وابتسامتها أقوى دليل، رحلت أيقونة المنزل التي تسهر الليالي وعندما نسافر تحزن على الرحيل، رحلت النجمة الساطعة المسرورة التي كانت تسعد عندما ترى حفيدها يحبو وهو صغير، رحلت من إذا جعت ناولتني حصتها من الطعام برضى كبير، رحلت الجوهرة الذهبية التي طالما دعت لي بالنجاح والتيسير، سيدة النساء جدتي، رقيقة القلب لطفها سبق القساوة، جليلة القدر حبها سبق العداوة، عظيمة التسامح صفحها سبق الانتقام، منيرة القلب حلوة الكلام، عفوية الحديث راية للأمن والسلام، هادئة مبتسمة للحبيب والعدو عنوانها الإطمئنان، رحلت فرحل معها السلام، غابت فغاب الأمان ، ليتك بيننا ليتك معنا، اشتقنا لعبير عناقك ومسك قبلاتك، اشتقنا لدعاؤك لودك لاستقبالك، أين التي كانت تستقبلني بحفاوة، أين ألتي كانت إذا تألمت تتألم أضعاف المرات والمرات، أين صاحبة القلب الصافي والدفء الكافي والحب الوفي، بصمتك مطبوعة في قلبي، في بوحي في عيني في قلمي، لن أنساك مهما طال بي الدهر، لن أغفل عن الدعاء لك لن أمل، وإن سألوني عنك لن أسرع بالجواب، سأروي تفاصيلك الصغيرة، سأحكي لهم عن قلبك الطيب وأثرك الباقي، سأبوح بحبك سأكتب عنك في أوراقي، سينفذ حبري وما نفذ الحديث عن ذكراك، يا زهرة فاح عطرها وروحا سما ذكرها، أدعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جنانه، مولاي ارحمها واجعل الجنة مثواها، رحمة الله عليك بعدد حروفي، بعدد السكون والحركات..بعدد حبي وكلماتي...
#الشاعر والأديب زكرياء القطاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق