الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{أوراق العمر}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{موسى العقرب}}


قصة قصيرة

أوراق العمر

شنت الحرب وأنا ولدت في ليلة كان القصف يجتمع مع ذاك الصقيع كان يوم عصيب هكذا أخبرتني أمي كنت أبكي لا أعرف أخوف من الحياة أم من الحرب هي هكذا تساقطت أوراق العمر كأنها شجرة تنتفض أوراقها من شدة هول الأحداث كأنها إعصار حملني إلى عشرين عاماً لم تهدأ حياتي فقد سلبت مني الحرب أمي وأبي وأخواتي إلا أنا كنت أختبء في أوراق ذكرياتي بين سطور الحياة كنت أختبء متمسكة بحرف الله الذي أنقذني وكأن الحرب جاءت لمعاقبتي جلست عند تلك الشجرة فهي من عمري وكنت أجلس تحتها في صغري أنظر أوراقها عليَّ تبكي كأنها تخبرني أنا كل عام أعود وأزهر فما بالك أنت أخبرتها بصمت ألا تعلمين في يوم مولدي أعلن يوم وفاتي وها أنا أنتظر تسقط آخر وريقاتي التي تبللت بدمعاتي أنظري أيتها الشجرة كم شاب شعري أصبح يحمل بياض قلبي أتذكر ما رأيت في الماضي هنا جاء قدري في زمن لست به أدري ما ذنبي فوق ذاك القصف خيانات في عروق الناس تجري وغدر أنظري هنا سكين في ظهري بلدي ينهب وخيراته للغير تجري فكيف تتصوري يكون عمري أنتظر ربيع فيه يتفتح زهري لأفرح مرة من عمري مع أناس رأوا صبري أخذوا بعطفهم يدي أنتظري أيتها العاصفة أيكون الخريف والشتاء في كل عمري وحر الصيف حروب ودم للأرض يروي لا جواب الساعات تركض تتسابق تعد بكاء ليلي هذه قصة أوراق من عمري تنتثر من على صدري يجمعها القلم في دفتري حيث لا علم ولا تعليم ولا أخلاق تعرف قدري المرض والفقر كسر ظهري والكل يرى ويدري أنا فتاة أقتلع جذري وكالأموات في الإحصائيات إسمي ملغي أبي عراقي وأمي من دمشقي وأخي ليبي وأختي من اليمن وعمي مصري وخالي لبناني وعمتي فلسطين مثلها الكل نساني أبي أسماني الوطن العربي لأنه مسلم قتل وهدره دمي هنا ضاعت أحلامي وتوقفت أيامي....... إلى أن أتى الربيع الدامي بدأت أحسب أكفاني وإلى هنا الله رعاني......

بقلم           موسى العقرب

العراق 

ليست هناك تعليقات: