#قيامة_المدن
بالله عليكِ
لا تمتحنيني هكذا
بعد أن شاكسَتْني صبوتي الأربعينيّة
فرجعت بكِ ألعق حبلي السرّيّ
وارحمي عسل الأسطح
ذا المتدلّي من أفواه الياسمين
كموشّحات أندلسيّة تُقبّل داركِ
كل ما استفاق الحنين
أو تشرّدت ذكرى قِفف السنين
على أجنحة ثورات الليل
في أقفاص الشعراء
ربّاه... نعومة الأظافر تلك
وقطرات شهد الأنمل المتسلّل كرقص سالومي
في وجبتي الصباحية
كالرغبة المتّئدة في نبالة غينيفر
في الزمن القديم
بل إنك كإمرأة فينيقية مزجت العصور في ورقة
وأنا بكِ ثانية واحدة من الزمن
وصراخ ما يزيد عن أربعين شغف بحظوظ قانطة
في مغاور لحميّة فظّة
بل أكثر من نيّف وأربعمائة تاريخ من الثمالة
في سلطان هذا الشّهد
يتنقّلني كالظمئ في شاطئ الحنبل
كأفافين غضّة بين صفوف النطق
يتشمّمني ما لا يقوى عليه معجمي
ويؤنسني...
صدى موقد طَفْطَفَتكِ
لا، لا تصفي أية سِمَةٌ
أو ترمقين قلنسوتي المائلة
ولا حتى ربطة عنقي المتلفلفة
فأنا حالة تعزف النزوح خارج الوتين
وتتكاثر كقطع البلّور المتصدّع
أنا انتظار يندّي أصابع الوقت بدمه
يروم الشمس في الأكواب
يحتفظ بسرّه المفتون في جواربه الليلية
علّه ينبت في حقل الصوف
فتنتفخ نجواه
فيطير
ههنا جدتّي بأناملها المستدقّة
رغماً عن دهورها
تقبّل جبيني
تقرصني كي أستشعر العيش
توصيني أن أبقى مستعداً لفوران البذور
على عنق شجرة الحياة
أن أرضع كالأرض ثدي الشمس
في حلم الربيع المنتظر
فأعيش عليكِ طفيليّاً مغرّدا
وأن أستحضركِ في ريش الوسادة
في شُرَئبيْبة الأضلع
أثناء هدأة الليل الناعمة
بعد أن أكوّر فجور نفسي
لأشتمّ عبق فجرك
فتنتصب حدودي
تسألني وجوهي في مرآتي العوراء
أي صراخ وطن أنت؟
أي هوية تتقيّئين؟
ما القِدَم الذي تتوارثه مثيلاتك؟
أيّ وجود تعتنقين؟
تجترعين كأس السواقط
والعفّة ترشحك زيتاً في زفاف المساومات
تجالدين بين خيوط العناكب
تعاشرين أفكار الأمم
تحبلين من نجوم الثريّات
وتتمخّضين على فراشي
كالجبل المتساقط من خاصرتي
على قصَبتين من قشّ
فتَنْتَدح نجومي سادِرة
بعد أن تقضين منّي وَطَرَكِ
في ليلة احتلال
لا تبتاعي تذكرة ألعوبة القطار
في وجهتها المتفرّدة
ولا تخوني زهر فكري والضياع
فأنا أرض لا تحتمل الإحتراق
قد تكون الجنّة في أعلى مراتب الحنين
على منصّة الإنتماء
وفي أسفلها..
إن غاب فيكِ الوطن
لا تكلميني هكذا
كصاعق في قلب دخان
كمعول في قلب وردة
فأنا رجل قد رسم حيطانه في المحيط
يحاول غسل ذمّته في حضن زنبقة
ثم ينتحر في آخر الرحيق
ها عوالمي السبع خيطان دمية
أحْصَنَت مَساكنك
قد غَفيْت جمراً متكسّراً
واستيقظْت شاعراً منفصماً
في قدح ظلّ ورديّ
من ماء رئتيك
أردت مرّةً أن أغنّي في قطرة ماء
تيك التي زارت قوامك عند شاطئ عُرّيكِ
فابتلعت العباب ونخلته بخاراً
كتبت كتابي الأول ومزّقته
بعد أن لحَدْتُ لجّتي في كومة حروف
فاعتمرني الصمم في بحيرة عجوز
ولكنني لم أستسلم
رميت رغباتي في الضباب
لأنشدكِ حرّيتي
دلّيت في عنقي زهرة تشبهك
واحتسيت ذخّات شهب
إقتنيت سماء جسدك بوصلة
لتبتلعني الروح في أول موعد
وأنمحق
إسمعي هنيهة..
غرغرة أوطاني في أنابيب مهشّمة
جَيَشان الأوتنة في رُكبتيّ
تُصوّت آهات تعصّبي
عنصريّ أنا
بكِ..
متجلّد الرأي في معتركك وحائر
في بليّتك التي لا تعترف بركعة أو بدَقّة مصلّبة
وكما الكفّ يسأل عن نظيره
كذا مدنني منتشرة في منشورات حلقكِ
تسأل قيامة في مكعبّات الهواء
وترحل..
إلى ما بعد الشوق
وخلف الكلمات
بقلمي، إيلي جبور
لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق