ميار
كالحزن ومن بعيد
مثل التماثيل
أسمك يا ميار
لا ينادي عليه الخفير
ومنذ سنين
في محطة القطار
وأنا يا ميار حائر منذ سنين
بوقفتكِ
في المحطة مثل التماثيل
ومنذ سنين
بكيت على رحيل أبي
ولكنها أمي تمنع الحزن
وتمنع أن نعيش بالحزن يا ميار
السنين
فأصبحت مثلكِ
تمثالا جاثما
في محطة القطار
قطار الراحلين
ولا يهمني أن ينادي على اسمي
خفير المحطة
محطة القطار يا ميار .
الزمن يجمعنا
يا ميار
رغما عنا وتتلاقى وجوهنا
لكنها ارواحنا يا ميار
مثل محطة قطار
وكنا نظن بأن القطار
حملنا من المحطة
لكنها أصوات الكلاب كم جعلت هذا الحزن
يجثم على قلوبنا
مثل تماثيل يا ميار
في محطة القطار
وفي غربتنا وتعلمين
رغيف خبز
فيه سجن وسجان ومخيم
ودرجة جامعية
ومحطة لا يسير أو يصل منها
وإليها يا ميار قطار
فبالله عليكِ يا ميار
إن صرت تمثالا في محطة القطار
لا تنسي هذا الحزن
فهو وديعة عندكِ
هي أمي تمنع أن نعيش السنين
فصرنا مثل تماثيل يا ميار
في محطة القطار.
ميار
حبيبتي في البعيد يا ميار
وتعلمين
حملت معها السنين
فبالله عليكِ يا ميار
لا تقولي لغيرنا بالحزن على وجهك
عندما تصبحين تمثالاً
من تماثيل الحطة
محطة القطار
بأننا عشنا السنين
قولي بأن أمي منعتنا أن نعيش السنين
وصرنا مثل تماثيل
محطة القطار.
ميار
كالحزن
ومن بعيد
مثل التماثيل
وفي محطة القطار
يودعني الراحلين ومثل أمي
يسرقون معهم السنين
وتذاكر المغادرين
وأنا لم أرى منهم من يحمل كأس قهوة
من نوافذ مقهى الراحلين
وصمت يا ميار
وصمت
فبالله عليك أخبري السنين
والراحلين
والقادمين
أنا لا أذكر الآن شيئا
لا عن التماثيل
ولا عن القطار
ولا عن المحطة
ولا أعرف كيف منعتني أمي
أن أعيش السنين.
قصيدة:
كتبت في ذاكرة ميار.
الديوان: لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان.
للشاعر:
قدري المصلح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق