الأحد، 27 ديسمبر 2020

قصيدة تحت عنوان {{المتهمة}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{ملاك نورة حمادي}}


 * المتهمة * 


حبيبتي ماذا لو أعيد ترتيبك هذا المساء
أنت متهمة بجريمة انفجار قصيدة 
دعيني أجمع الأدلة و أبعدك عن مسرح الجريمة 

فمن أين أبدا؟
و يا ترى كيف أدافع عن قضية خاسرة 
و أنا أدرك أنك المذنبة الوحيدة 

كنت شاهدا 
حينما أغتالت عيناك بيت شعر 
برصاصة نظرة جريئة 

كنت شاهدا 
حين بعثر خصرك حروف اللغة 
و فر هاربا من الفضيحة 

حبيبتي إن الليل قدم إستقالته  
حين اجتاح شعرك الحريري 
أسطر دفتري و كتب عن العبودية 

توارى البدر جوف السماء 
عندما أخبروه أنك قادمة 
و كنت أنت ليلتي القمرية 

إعتدالك الربيعي هزني دفئا
وحطم قوانين الكون
جعل الشتاء يمر بسحابة موسمية 

لا أملك خريطة 
و أعلم أن الخريف إعتزل
المناخ في ليل عيناك الصيفية 

النجوم والكواكب تسطف
سابحة في  مدارك 
فأنت خريطتي الفلكية   

ما عساي أن أقدم لك
يا حبيبتي 
فوطني منتهك 
وأنا  لاجئ في  قصائدي الشعرية 

لن أشهد أن قلادة مسكينة 
اشتكت  اختناق 
من عنق ثائر أثار مشكلة العنصرية 

بوضع اليد على بقعة من حبر 
أزرق صار أسود
غزت رموشك مسامات الأبجدية 

راحتان تنثران 
عبق الياسمين 
وكأني بإحدى الحارات الدمشقية 

هذه الأثار على قلبي 
هي وقع خطى أقدامك الحافية 
  و رنة  خلخال خجرية 

كأن صوتك تغريد عصفورة 
حلقت بجناح شوق 
بين غيوم الحب باحثة عن الحرية 

رافعا راية سلام 
مهللا مكبرا فرحا 
لتحرره من الإقامة الجبرية 

إن القاضي أثبت أن تهمتك 
هي تحويل العالم 
بعيني إلى حفلة رومانسية 

عانيت مرض مزمن 
إحتار في علاجه الأطباء 
ثقب متشكل على خدك 
أصابني  بهروب الهوية 

جردتني من ملامحي 
تفاصيل حياتي 
يقولون شاعر 
هل هذا مدون
في  أوراق ثبوت الشخصية؟ 

نفيت إلى أرض الأوهام
سعيد بهذا المنفى 
عالم تحكمه شفتاك الوردية 

سقطت كل الحضارات 
يوم فقدت رائحة عطرك 
و ساد العالم البربرية 

كنت مندهشا 
حد الذهول في مسألة عالقة بذهني 
كيف يتشكل الكرز على وجه إنسية 

مع مرور الوقت 
أيقنت أن العالم الكبير 
وضع بكف جنية 

ملاك نورة حمادي 🖋
الجزائر

ليست هناك تعليقات: