الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{في مهد الملائكة}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{مريم حمادوش }}


 في مهد الملائكة 


........  بعدما غطى المطر تلك الشمس المتثائبة بالسحب الكثيفة..... عادت الشمس الخجولة الى خدرها ........ملوحة بيدها لنا...... و راحت  تغط في نوم عميق..... اما هو فأخذ ينسج خيوطه و يتهاطل بغزارة..... كان الجو غاضبا.....و انا اعشق الأجواء الغاضبة......لأنها تنعشني و تنعش روح قلمي الثائر..... فتحت أزار معطفي.....و رميت اللحاف الذي كان يغطي ثوبي القصير الاسود...... فإمتطيت حزني و خيبتي.....و رحت احاول التخفيف من حدة غضب هذا الجو.....وجدت متعة لا نظير لها.....و انا اسير تحت حبات المطر التي كانت تلامس خدي....رغم انها افسدت تسريحة شعري و مكياجي....لكن السير تحتها له متعة لا تقاوم..... فرسمت على وجهي الذي هجرته الابتسامة منذ سنة.....ابتسامة طويلة ممزوجة ببعض الدموع.....التي اجهل سبب نزولها.......بدأ البرد ينهش عظامي.....لكنه لا يقارن بقوة البرد الذي كان ينهش فؤادي.....المتعطش للدفء..... أحسست بألم  في صدري.....ووخز في روحي..... فقلت في نفسي  : انها ذكريات الماضي السوداء كسواد هذا اليوم بعدما دخلت في سبات عميق....هي تستيقظ الآن..... لكن ما ان حط معطفه الشتوي على كتفاي......ووضع القرط في اذني اليسرى .....بعدما ضاع مني و فشلت في البحث عنه......حتى اختفى كل ما كان يؤلمني.....تلك الذكريات المؤلمة التي استيقظت.....راح يهز مهدها بكبريائه القاتل..... بعدما رسم قبلة دافئة دفنت برودة هذا الجو بعيدا قائلا : اميرتي العذراء صاحبة القامة الرشيقة، كوني على يقين يا شاعرتي  ان الأسود يليق بك ، و بينما انا اداعب لحيته الفاتنة و اذوب امام موقد نظراته الساحرة ارد عليه قائلة: لم اعد شاعرة يا قيس خاصتي.............. فأبجديتي قد حبستها  داخل عينيك منذ ان رأيتك اول مرة........... فارحم  ضعف هذه الاميرة،........... و حرر ابجديتها الضريرة،.............لانها مصدر غناها الوحيد و هي من دونها ضعيفة و فقيرة........ فضمني الى صدره.....و راح يفرك شعري بيديه الاثنتين الدافئة.....و بعد ارق طويل.....و اخيرا ذقت طعم النوم......و انا معه.....بعدما حلق بي بعيدا.....و حطني في مهد الملائكة الصغار.....حيث يقطن هناك  الهدوء و الراحة الحقيقة......

بقلمي مريم حمادوش 
البلد : الجزائر

ليست هناك تعليقات: