لعبةالقدر
---------------
جلست القرفصاء على ربوة الحياة أتأمل الأقدار وهي توزع هداياها وهباتها على المخلوقات بكل ثقة في النفس واعتزاز، تضحك هذا وتبكي ذاك، تأخذ من هذا وتعطي ذاك...
تتراقص بين المخلوقات بكل ثبات تمدهم بنصيبهم اليومي وترقب ردة فعلهم سواء أكانت الصبر والسلوان والتجلد والحمد والشكر والسجود لله وحده دون سواه والدعاء له والتضرع وطلب المغفرة والرحمة والصفح... ،أو الابتهاج والفرح إلى درجة الغرور والانانية والسقوط في خانة الشرور والمعاصي عند البعص والحمد والشكر والتواضع والاستغفار ومواصلة السير بثبات عند البعض الآخر...
فكانت الأقدار تخيب آمال البعض وتفرح البعض الآخر وتتجاوز توقعات وانتظارات البعض الاخر، فهي غير مستقرة مثل النفس البشرية وتغيرها في كل لحظة وفق الحاجة والحلم والانتظار والتوقع...
وهي كذلك،تخرج هذا من ظلمات البطون وتدخل ذاك إلى ظلمات القبور، تشفي هذا وتمرض ذاك، تنجح هذا وتفشل ذاك... تقوم بالشيء ونقيضه وفق ما يزرعه الكائن المعني بالامر ليجني ثمرات نبتاته دون زيادة او نقصان...
وقد نالني مثلكم ما نال من الشيء ونقيضه، ففرحت وتالمت،تبسمت وبكيت... ،ومرت الأيام ونحن مد وجزر بين الخير والسر وبين الأبيض والأسود... نحاول ونجتهد فنصيب مرة ونخيب أخرى وتلك هي سنة الحياة...
المهم أن نسعى إلى فعل الخير وقول حسن الكلام متى استطعنا ونتسلح بالإيمان والعزيمة وحب المبادرة والاستغفار وكثرة ذكر الله والتوكل عليه وتجنب الشرور وطاعة الشيطان ومن والاه... ،عسانا نفلح على الأرض قبل أن نبيت تحتها...
__________________________________________
بقلم : ماهر اللطيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق