الرعاة والقطيع
-------------------
الجوائح أنواع :منها الصحي ومنها الحياتي، غير أنها في كلتا الحالتين مرض يفتك بمن حوله ومن يتعامل معه على جميع الأصعدة قد يؤدي به إلى النهاية والموت بعد أن يحبطه وينال منه ومن معنوياته وكل مكوناته.
فالجوائح الصحية قليلة رغم خطورتها وفتكها بالجنس البشري - وببقية الأجناس والكائنات- ومرعبة لما تسببه للإنسان من آلام وجراح وتاثيرات سلبية على جسده وعقله وحالته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وغيرها، ناهيك وأنها تضعف بدنه وتصيبه بالتعب والوهن والسقم المادي والمعنوي إلى حد الاستسلام والخنوع وانتظار النهاية والفناء عن طواعية وطيب خاطر متى لم يعد قادرا على المقاومة والتحدي والصبر والتجلد في ظل الظروف القائمة الذاتية والجماعية.
وما نعيشه مع جائحة كوفيد-19 إلا خير دليل على ذلك إذ تمكن من النيل من الإنسانية قاطبة وحبسها اجباريا وفرض قيود جديدة عليها غيرت من معاشها واساليبها في التعامل والتواصل واللهث من أجل البقاء والاستمرار....
فبات الموت يحاصر الإنسان ويلاحقه من طرف عدو غير مرئي ولا ملموس عجز عن صده ورده عنه إلى حد الآن ليبرز لنا هذا "العدو الجبار" محدودية البشر ونسبية جبروته وهيمنته على الأمور والاشياء وأن الله سبحانه وتعالى الوحيد القادر على كل شيء وهو الوحيد الشافي المعافي.
فيما يمكن الإقرار بأن الجوائح الحياتية كثيرة ومتعددة على البسيطة كالساسة والاقتصاديين والمستثمرين وغيرهم ممن بايديهم سلطة القرار في اي مكان وموقع...
فهم يسببون اليأس والاحباط والتشاؤم وعدم الرغبة في التقدم والتطور والتحديث وغيرها، بما أن أصحاب القرار جبابرة وديكتاتريون ومهيمنون واباطرة وانانيون و....- الأغلبية على الأقل حتى لا نعمم فيصبح الطرح غير موضوعي ومجانبا للصواب - يحبون أنفسهم ومصالحهم ولو على حساب من يخدمونهم ويحافظون عليهم وعلى ممتلكاتهم ومكتسباتهم، يركبون ظهور الضعفاء والفقراء ليعتلوا ويجلسوا على القمن وكراسيهم دموع الناس واهاتهم والامهم ومشاغلهم وفقرهم وخصاصتهم وجوعهم وعطشهم ومرضهم وقلة حيلهم ومقدرتهم على مجابهة الحياة ومصاعبها...
فتمسي الجوائح الحياتية أشد قتلا وشراسة وقوة وبطشا من الجوائح الصحية الظرفية التي لا تستثني أحدا عند حلولها وتمكنها من البشر عكس الجوائح الحياتية الانتقائية التي تضر بالطبقة الشعبية والشغيلة و"القطيع" من أجل حماية البقية وعلى رأسهم "الرعاة".
_____________________________________________
بقلم :ماهر اللطيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق