*بطش النّفاق *
هكذا باح الفجر همسًا للإشراق
.......وينبت العشب الأخضر
فيهتزّ الصّبر بعنفوان
على صدور العشّاق
تداعبه بلطف نسيمات ربيع
يذكّيه الشّغف صيفًا
بوهج حرائق الزّفرات
تغذّيه أنّات الآهات...دمعات
لينمو سريعًا..... فتلتهمه بلهفة أسرع
أفواه الرّغبة العنيفة والاشتياق
وتربة القلب المغمور...
كريمة بلا حساب....سخيّة تغدق بالعطاء
تجود ببكور الثّمار...كبنت بكر
كلّما أضحكها الخجل كبرت
فتفتّح على خدّيها بستان
من ألطف زهور الورود واليقطين
فيا منعم الهوى ....بشتّى الأرزاق
تتداول الفصول...حامل ومحمول
غزل يراود المأمول ....وفتنة اذ استيقظت
فانشقاق ...ورجاء في حزم دؤوب
يعمل جاهدًا ليطرد فضول الأشواك
وهناك على ضفاف طهران وبيروت
مترنح في تردد أمام ياسمين الشّام
ونيل القاهرة يرتجي لحظة عناق
وقبلة من شفاه بغداد العراق
فالويل للحبّ الجميل
من عويل عواصف الشّتاء
وزمهرير القلوب الخائنة
حين تجمّع شتات السّحب لليلة الدّهماء
لتمطر حطام الشّهوات
من دموع الحسنوات الشريفات
والفضيلة العفيفة تباع ببخس الأثمان
وتشترى بالذّهب قحاب سلاطين الأسواق
لا ماء ولا تيمّم يزيل النّفاق
من قلوب تصلّي مغمضة الأحداق
.......ريحانيات
المفكرالاديب والشاعر التونسي
محمد نور الدين المبارك الريحاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق