الأحد، 31 يناير 2021

قصيدة تحت عنوان {{جُحا}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{حسين حمود}}



جُحا..

جُحَا في لَيْلَتِي سَهْوًا أتَانِي

يُسَإلُ شَكْوَتِي فِيْهَا زَمَانِي


مَضَى عُمْرِي أيا جَدِّي ولَكِنْ

شَرِبْنَا الذُّلَّ كَأسًا بِالْهَوَانِ


إلا يا زَائِري في عُقْرِ دَارِي

سِباَنِي السُّهْدُ منْ نَوْمٍ سَبَانِي


لِمَنْ اشْكُو بِظُلْمٍ قَدْ تَدَاعَى

عَلى سِيْقَانِ زَهْرَاتْ الْجِنَانِ


أسِيْرًا بِتُ في دَارِي وَأنِّي

كَزَهْرَاتٍ ذَبلِْنَّ في الْأوَانِي


لَيَالِي الْعِزِّ قَدْ وَلَّتْ وَرَاحَتْ

وذُلُّ الْبُؤسِ في جِسْمِي كَوَانِي


حَبَانَا اللهُ في عَقْلٍ وَدِيْنٍ

فَضًاعَ الْحَقُ في رَسْمِ الْأمَانِي


بِرَبٍكَ يا جُحَا عَنِّي وَخَبِّر

رُبُوعَ الْقُوْمِ في أرْضِ الْيَمَانِ


يُرَادُ الْخَيْرُ في قَوْمِي وَلكنْ

قُضَاةَ الْحُكْمِ في شَرٍ وَزَانِي


ألا بُؤْسًا لِحُكْمٍ فيه ظُلْمٌ

وَشَيْخٌ في الْفَتَاوِيْ إذ وَفَانِي


فلا اعْطَى كَلامَ اللهِ حَقًّا

وَشَرَّعَ في الْجَهَالةِ قدْ أذَآنِي


فَحِرْنَا في أمُوْرٍ أيْنَ نَمْضِي

ودَرْبُ الله دَرْبٌ لِلْأمَانِ


إلا يا سَائِلًا عَنْ حَالِ قَوْمِي

أصَابَ الْجَهْلُ ارْكَانَ الْمَبَانِي


فَقَدْ طَالَتْ حَيَاةُ الْبُؤْسِ فِيْنَا

وَصَارَ الْحُكْمُ فِيْ قَصْرِ الْغَوَانِي


فَمَا طَابَتْ حَيَاةُ الذُّلِّ يَوْمًا

وأنْ سُكِبَتْ خُمُوْرًا بالدِّنَانِ


ألا يا زائِرًا في عُقْرِ دَارِي

أصَابَ الْجَهْلُ حُكًّامًا وبَانِي


فَخَبِّرْ كُلَّ طَاغِيَةٍ وَعَنِّي

بِأنَّ الْخَيْرَ دَرْبٌ لِلْجِنَانِ


وحَرْفُ الْعِلْمِ مَنْجَاةٌ وجَاهٌ

كَذَا والْفِقْهُ مِيْزَانُ الْبَيَانِ


وَشَرْعُ اللهِ مَكْتُوْبٌ بِحَرْفٍ

حَمَانَا الْعِلْمُ من جَهِلٍ وَغَانِ


فإنْ جَادَتْ حُرُوْفُ الْعِلْمِ فِيْنَا

فَعَلْمُ الْمَرْءِ مُفْتَاحُ الْأَمَانِ


فَسِرْ وانْشَدْ دُرُوبَ الْعِلْمِ تَأتِي

على قَهْرِ الْجَهَالَةِ فِي الزَّمَانِ


وأنْ طَالَتْ حَيَاةُ الْمَرْءِ عُمْرًا

فَهَذا الْعُمْرُ يا جَدِّي بِفَانِ


حسين حمود

فلسطين القدس لنا 

ليست هناك تعليقات: