السبت، 2 يناير 2021

خاطرة تحت عنوان {{في مدينة أنصاف البشر}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{ندى الإبراهيمي}}


 في مدينة أنصاف البشر


قد نتخيّل أنفسنا بنصف قلب
 وعين واحدة،وبنصف لسان...
وقد نتعمق أكثر في جوفنا فنراه ضيق لا يستوعب تلك المشاعر الجياشة وكل الأحاسيس التي يكتسح بها النصف الآخر أعماقنا ، فنطمع بإتساعه وجميل إحتوائه.
في رحلة البحث عن جزءنا الضائع،ذاك النصف الذي قُدر لنا إنتظاره...
ولم يأت كما تقول الأسطورة ..شخص نلتقي به ليكون توأم الروح مرة واحدة فقط فإما أن يتمسك به أو يتخلى عنه.
الأجساد مصورة بالكمال وحسن التقويم والأرواح أنصاف مترنحة...وهي تبحث عن توأمها ،تقع في الأنصاف الخطأ.
فتخيّل معي المشهد....
تتقارب لتلتصق....
تتنافر لتبتعد...
مشهد شفاف ونادر....
نموت ألما لنلتقي جزء منا...
نتقلب على الجمر...
لوعة وشوقا...
سكارى ومانحن بسكارى...
نهذي بين الفينة والفينة...
بحب نصف خالصة أعماقه
نعني له أكثر مما نتوقع...
وتأتينا من داخلنا إشارات لا يمكن تجاهلها لأنها قلما تخطئ...
فهي الأصدق والأعمق.
لا يغرنكم ظواهر الأشياء فما خفي بداخلها أعظم وأكبر بأكثر مما تبدو عليه...
أين نصفي الذي أستطيع التعامل معه بقلبي،وعقلي،وسمعي، وبصري،ودمي ؟!!
أين نصفي الذي خبأت له هدوء قلبي وصخبه وجنون عقلي ورزانته ؟!!
وحنانا أنا أشد حاجة منه إليه..!!
أنا لي صبر واحد وكل من في المدينة يريد إختباره...
لقد آمنت بوجود نصف يشبهني وأحببت تفاصيله حتى عيوبه...
أريد أن أكون شخصا بكامل وهجه...
لكن....!!
أخاف اليأس...
يقتلني شعور القلق...
أخشى انتهاء فترة إقامتي في المدينة ومغادرتها دون عودة!!
 ودون نصفي...!!

#ندى الإبراهيمي
من الجزائر
شكر خاص لصديقي الأستاذ MoBen Rah
على اللوحة الجميلة التي رافقت منشوري🌹

ليست هناك تعليقات: