بُكاءٌ وَ مَطَرٌ
أَلَا باللهِ خَفِّفْ مِن وَقْعِكَ يا أيهاالْمَطَرُ
ليْس من شيمَتِكَ أَن تَقْسى بُدًّا و أَكْثَرُ...
من ما تَقْسو الضمائر عَليَّ والْبَشَرُ !..
كُنْ مِدْراراً تَجودُ بِكَ السَّماءُ يا مطرُ.
وَ لا نَذيرَ شُؤمٍ لِمَنْ خانَهُ الحظ و القَدَرُ
حِذائِيَ نعل ماءٍ يَعْتَليهِ السيل حَدَّ الرُّكَبِ.
سَقْفِي فضاءٌ تَجَهَّمَتْ سَماهُ بالسُّحُبِ !؟
طَعاميَ كله طينٌ يخْتَلِطُ حِبْراً بالْكُتُبِ...
و مائي ثَلْجٌ صقيع تُذيبُهُ الشِّفاهُ بالأَدَبِ.
يكاد عَويلُ الذِّئابِ صَداهُ يُرْهِبُ السَّمْعَ...
وَ وَميضُ الْبَرْقِ احيانا نورُهُ يُذْرِفُ الدَّمْعَ.
حَفيفُ الْأَشْجارِ شَبَحُ طيف يُطْفِئُ الشَّمْعَ،
وَ صَقيعُ الثُّلوجِ برد قَرٍّ جَمَّدَ النَّهْرَ وَ النَّبْعَ.
إن اِفْتَرَشْتُ الْماءَ و الطِّينَ فَداكَ يا وَطَني
و أسْقْفُ الْخِيامِ ثُقوبٌ وسُمْكُها كَمْ أَرَّقَني
شَكَوْتُ اللهَ غَريباً منْ دِياري قَدْ شَرَّدَني!؟
أبْكَتْني قَصائِدُ الْعُرْبِ شِعْراً حين جَرَّدَني؛
منْ جِنْسِيَتي، عُروبَتي، شَهامَتي و النَّسَبِ
أَذْرَفْتُ الدَّمُوعَ قَهْراً أمَّا السَّماء فَبِلا سَبَبِ
هَوِّنْ عَلَيَّ يا مُزيلَ الْهُمومِ و الْكُرَبِ ...
يَقودُني الْحَنينُ مِنْ دمَشْقَ إِلى حَلَبِ،
ألَا يا طُلَّابَ اللُّجوءِ هَلُمَّ فَاسْتَتِروا !!؟
فَبُكاءُ السَّماءِ عَلَيْكُمْ غَزيرًا كُلُّهُ خَطَرُ...
من يُعيرُ النُّورَ كَفيفاً خانَهُ السَّمعُ والْبَصَرُ؟
لا السَّماءُ ، لا النُّجومُ ،و لا الْقَمَرُ ...!؟
كَيْفَ السَّبيلُ إلى الدِّفْءِ يا أُمَّةَ الصِّفْرِ ؟
أَزْهارُ الشَّامِ لا تَقْوى على الْقَرِّ و الْحَرِّ ...
و لا طَريقاً تَسْلُكُهُ في الْبَرِّ و الْبَحْرِ
يا ظَميرَ الْعُرْبِ اسْتَيقِظْ مِنْ سَكْرَةِ الْخَمْرِ
٢١/٠١/٢٠٢١
مصطفى سريتي
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق