الجمعة، 22 يناير 2021

نص نثري تحت عنوان {{نثريةٌ عن صَمت}} بقلم الشاعرة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{سمر الكرد}}


" نثريةٌ عن صَمت " 
ماكنّا هكذا ولا استماتَ على عِتاب التّبرير حالنا ، تغيّرنا ، عن ساعةٍ ، عن لحظةٍ  ، عن أجل ، تغيّرنا مُذ ركَضنا وراء الحياةِ مذعُورينَ خيفةَ أن نُضيّعها ، نمضِي ولا وَجهةَ نَقصِدها ،لكنّنا نمضِي ، ونجهَل مالّذي بينَ الأرصِفة والأرصِفة قد يختبئ ،ولِفرط رُعبنا من الأيامِ ترانا نركُض ومابرَحنا مكانَنا حتّى ، وكلّما اقتربنَا قيدَ خُطوةٍ منّا ؛ فقَدنا ماكانَ قد ترسّخ فينا ، فإن صِرنا قيدَ استدراكٍ من وَعيِنا هتفنَا فينَا : 
" هذا لستُ أنا " 
نَستَسخِف آلامَنا على الرُغمِ من أنّها وبلا وعيٍ  تُصبِح نهجَ بعضَ خُطواتنا ، وإن تعبنا من الكلام رُحنا عميقاً في تأمّلٍ  راجِين لَو نهتدِي لِلقُدرةِ على تَحليل أنفُسنا ، فنُصالحها ، نُعاتبها ، نغضَب منها ،وقد نُسرف عليها ، ثم نحتَويها مع الإشراقِ ونتسائل : 
هل نحنُ اليوم ؟ أم نحنُ نحنُ الذين قبلَ حين ؟ 
أم تُرانا اختَصرنا  زُحامَ العيشِ ..ففقدنَا تِلك التِي كنّا هيَ؟ 
ثمّ ترانَا احترفنا ارهاقَ بعضَنا ، بينما رُحنا نُمارس الحيَاة .
وأتسائل ...
هل البساطةِ محمُودة ؟ 
في زمنٍ تركُض وتيرتهُ مُتسارعة سلباً وتعقيداً وسُخرية ، 
هل هاتيَ الدقّات الّتي تقرَع صدُورنا قد تُرضينا في الدُنيا يوماً ؟!  وكم سَتستَغرقنا عمليّات ارضاءِ أجسادنا تحت طائلةِ احتواء الأرواح !؟ 
ثمَ نرفعُ أكفّنا لِنودّعنا على مفارِق الحنين ، فنجِدنا وقَد تواعدنا بهم  لِعامٍ مُقبِلٍ ونُنكر أنفُسنا دُونهم ، ويحنَا كيفَ غفِلنا أنّنا حقيقة نفقِدُ جُزءاً منّا على كلّ مُفترق ، وإن كسِبنا آخر أعمَتنا غُربةَ الإنتماء لمَن رحلُوا .
هل حتمٌ سيكُون أن نَنسَلخ عنّا لِنُحسن لأنفُسنا !؟ 
أم نتقبّل كلّ مايحدُث  ولو كانَت سقيمة بهِ أرواحنا ..!؟
#سمرا

سمر الكرد . فلسطين 

ليست هناك تعليقات: