" نثريةٌ عن صَمت "
ماكنّا هكذا ولا استماتَ على عِتاب التّبرير حالنا ، تغيّرنا ، عن ساعةٍ ، عن لحظةٍ ، عن أجل ، تغيّرنا مُذ ركَضنا وراء الحياةِ مذعُورينَ خيفةَ أن نُضيّعها ، نمضِي ولا وَجهةَ نَقصِدها ،لكنّنا نمضِي ، ونجهَل مالّذي بينَ الأرصِفة والأرصِفة قد يختبئ ،ولِفرط رُعبنا من الأيامِ ترانا نركُض ومابرَحنا مكانَنا حتّى ، وكلّما اقتربنَا قيدَ خُطوةٍ منّا ؛ فقَدنا ماكانَ قد ترسّخ فينا ، فإن صِرنا قيدَ استدراكٍ من وَعيِنا هتفنَا فينَا :
" هذا لستُ أنا "
نَستَسخِف آلامَنا على الرُغمِ من أنّها وبلا وعيٍ تُصبِح نهجَ بعضَ خُطواتنا ، وإن تعبنا من الكلام رُحنا عميقاً في تأمّلٍ راجِين لَو نهتدِي لِلقُدرةِ على تَحليل أنفُسنا ، فنُصالحها ، نُعاتبها ، نغضَب منها ،وقد نُسرف عليها ، ثم نحتَويها مع الإشراقِ ونتسائل :
هل نحنُ اليوم ؟ أم نحنُ نحنُ الذين قبلَ حين ؟
أم تُرانا اختَصرنا زُحامَ العيشِ ..ففقدنَا تِلك التِي كنّا هيَ؟
ثمّ ترانَا احترفنا ارهاقَ بعضَنا ، بينما رُحنا نُمارس الحيَاة .
وأتسائل ...
هل البساطةِ محمُودة ؟
في زمنٍ تركُض وتيرتهُ مُتسارعة سلباً وتعقيداً وسُخرية ،
هل هاتيَ الدقّات الّتي تقرَع صدُورنا قد تُرضينا في الدُنيا يوماً ؟! وكم سَتستَغرقنا عمليّات ارضاءِ أجسادنا تحت طائلةِ احتواء الأرواح !؟
ثمَ نرفعُ أكفّنا لِنودّعنا على مفارِق الحنين ، فنجِدنا وقَد تواعدنا بهم لِعامٍ مُقبِلٍ ونُنكر أنفُسنا دُونهم ، ويحنَا كيفَ غفِلنا أنّنا حقيقة نفقِدُ جُزءاً منّا على كلّ مُفترق ، وإن كسِبنا آخر أعمَتنا غُربةَ الإنتماء لمَن رحلُوا .
هل حتمٌ سيكُون أن نَنسَلخ عنّا لِنُحسن لأنفُسنا !؟
أم نتقبّل كلّ مايحدُث ولو كانَت سقيمة بهِ أرواحنا ..!؟
#سمرا
سمر الكرد . فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق