( أجابَ البحرُ ينصحني)
أجابَ البحرُ في تيهٍ وفي عجبٍ
أتسألني وأنتَ بحالكَ أدرى أيا غالي
وهذا الدمع على الخدينِ منحدراً
يئنُّ بحرقةِ البينِ ومافيها من اوجالِ
أتشتاقُ ولا تفهمها إذ صعقتكَ قارعةٌ
من الأحزانِ وأردتكَ أشلاء وأوصالِ
ألستَ تعيشُ غربتكَ ببعدهمُ وتأكلها
حنايا الروح جمرات وآهات وإشعالِ
تخافُ البينَ وموجتهُ لها ركبتْ
خواطركَ لتشقيكَ بلا سفرٍ وترحالِ
وهمْ في البعدِ ينأونَ بلا سببٍ يبينُ
لكَ، لتغدُ رهينَ ذكراهمْ وتجوالِ
بينَ الأمسِ أدمعكَ تزخُّ بفورةٍ تشتاقُ
من رحلوا وأطلال عليكَ صنوف أثقالِ
على شطّْي تقفْ تبكي ويا أسفاهُ
أضرمتَ الأسى فيكَ وفيكَ غِمدُ إهمالِ
خطوبُ الدهرِ إن شبَّتْ حرائقها
حروبٌ فينا تضرمها وإفسادٌ بإذلالِ
ومهما علينا قد جثمتْ رَزايا الموتِ
والأخطار والبأساءِ وحقنتنا بأمصالِ
فليسَ علينا قادرةٌ لمنعٍ من تواصلنا
معَ الأحبابِ وإن كانوا عند الخالقِ العالِ
هنا اللُقيا هنا في الروحِ لا تأسَ
ودعكَ من هزيمِ البؤسِ في البالِ
وإن كانت دروب الهجرِ حالكةً
والأنفاسُ صاعدةٌ وهابطةٌ بترسالِ
غداً يأتيها إذنُ اللهِ أن تلقى أحبتها
فمهما يطول بَهْمُ الليلِ لا بدَّ لإقبالِ
لضوءِ الشمسِ تحييكَ بروعتهاو ولَمِّ
الشملِ، فلا قيلٍ لذي الأحزان ولا قالِ
ولستُ بآخذٍ أبداً حنينكَ والتياعٌ فيكَ
بل أعطيكَ أمنية وتخفيفاً لأحمالِ
بأنَّ الصبرَ لكَ فوزٌ وأنتَ ربيبُ إخلاص
وكل الخيرَ تحملهُ لمن تهوى بإجلالِ
وعقبَ الصبرِ تأكلُ من لذائذها بدعواتٍ
لربِ الكونِ يمنحكَ بعد العُسرِ آمالِ
ستزهرُ ثقْ فلا يبقى دميسُ الليلِ، على
الأبوابِ معتكفٌ وبارز نابَ أنصالِ
فهيا قمْ واخلصها لذي الملكوتِ سجدتكَ
وارفع دعوة تأتيكَ إيجاباً وإيصالِ
.......................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق