الأربعاء، 17 فبراير 2021

قصة قصيرة تحت عنوان {{هناك في قلب الصحراء}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{حسام عيسي}}


بقلمي /حسام عيسي
مصر
هناك في قلب الصحراء وفي عتمة الليل تتوهج شعلة تبدد بعضا من الظلام أمام خيمه كبيرة يحيطها الفراغ وعلي الرمال اثار متداخلة لكثير من الإطارات تخبرنا في وضوح بتوافد البعض وغدوهم منذ وقت قريب. وبداخل الخيمة وفي منتصفها تحديدا توجد خيمة أخرى. تجلس بداخلها عجوز شمطاء يحطيها ظلام غريب وكانه اللون الأسود الخام. فلا ينفذ إليها قبس من ضياء المشاعل المنتشرة في الخيمة الكبيرة. تنادى على فتاة تخدمها فتأتيها وهي تلعنها في سرها وتتمنى الفرار منها ولكنها كبلتها لخدمتها سحرا وكلما حاولت الفرار نالت من العذاب ألوانا. تقترب منها فتخبرها الشمطاء برغبتها في تنال الطعام، فتذهب الفتاة التي كانت واقفة على باب خيمه العجوز لا تجرؤ على الدخول لها، لتعد لها ما تتناوله. في حين أكملت العجوز ما كانت تصنع من عمل طلبه منها عجوز ميسور الحال كأنه جوال من الألماس يمشي على الأرض. تلهفت نفسه إلى فتاة تنفجر منها ينابيع الأنوثة تقارب حفيدته سنا، فطلب منها الزواج فرفضت رفضا قاطع فأتي إلى الشمطاء يطلب منها أن تسحر له الفتاة لينال منها مبتغاة. وعند انتهاءها من صنع العمل أخذت تتذلل وتترجي وتمرغ وجهها بالرمال حتى يجاب طلبها من أسيادها. وبعد أن رضوها عن تذللها أجابوا طلبها. فسجدت لمن حضر شكرا. وهنا كان وقتها وحانت منيتها فأخذت تضرب الهواء والرمال بقبضتها تحاول رفع رأسها. ولكن هيهات فقد فات الأوان وتحول الظلام المحيط بها إلى شذرات من النيران وهبت من داخل الخيمة ريح قوية عاتية نتنه الرائحة ونزعت منها روحها الخبيثة. هنا ابتسمت الفتاة وخرجت من الخيمة تتنفس نسيم الحرية.
#كاغود_المرعب

#حسام_بن_عيسي 

ليست هناك تعليقات: