همسة روح
أرى بنت البيداء
ضاقت بها الفيافي .
فباتت تبحت عن مكان خال من الضوضاء .
فالصحراء لها ضجيج في الفراغ
والفراغ أخو البيداء
كيف بك يا بنت البيداء .
ترغبين في السكون في الصحراء
وتعاتبين بالضجيج البيداء؟
هل صقلت حاسة سمعك الفيافي؟؟؟
حتى بت تسمعين
دبيب النمل فحيح الأفاعي
وحفيف الطير و الزواحف؟
أم هو ضجيج الصمت داخلك
الذي دوى صوته في البراري ؟
فأصم الزواحف في القفار .؟
بربك يا بيداء
لا تبالي بصوت أنين الرعود
حين تتوجع لسكب الدموع في البراري .
لهي الرمال ستروي عطشا
سببه حر الشمس الملتهب !!
ولا هو السراب سيصبح بحرا !!
تسبح فيه بنت البيداء.
أعجب لسكونك يا بيداء
الداخل إليك مفقود
والخارج منك مولود
بربك أجيبي ؟
هل اتخدت الغدر خليلا
أم هو حب الجفاء ؟
بربك يا بيداء
لماذا أصبحت سجنا ؟؟؟
وسرابك لا حدود له
يكفيني منك جفاء الماء
فكيف تخنقين أنفاسي ؟
عشقت فيك رحاب الفيافي
وإطلالة عيون نجومك في السماء
وطئت الرمال
وأنا واثقة
أن أرض أجدادي تمدني
بطاقة الروح والأنفاس
فكيف بك كيف بك؟؟؟
يا ابن بلدتي
تسحب الرمال من تحت قدمي ؟؟
وروحي عالقة ما بين الأرض والسماء
حسبتك تقي درع ظهري
من أنياب ضباع البيداء !
لكني انتفضت من طعنة
سهم أصاب قلبي
وشل أطرافي
حتى عجلات كرسي الإعاقة
لن تسير في رمال البيداء.
في داخلي
تعيش بنت الفيافي
صامدة لن تكسر
في أحشائها غرور
وكبرياء الأجداد
بالسيف تحارب كينونة وجودها!
داخل غاب الصحراء
ذئب وضبع يتحين فرصة لضعفها
عقارب وأفاعي ذات قرون
تلامس أطراف ثوبها
لكأنها زخارف مطرزة من لؤلؤ براق
في حبك يا أرض أجدادي
يا بنت وطني
أموت عشقا
وأخاطر بدمي
فيك مهجة روحي
وإن خنقت أنفاسي
سأمشي رافعة رأسي
وإن بترت أطرافي
لن أموت لن اموت
إلا وعلم بلادي فوق نعشي
يرفرف عاليا فوق الأعناق.
بك أحيا عزيزة النفس .
وإن غدر بي أحد الناس .
شموخ الذات
ورثته عن أجدادي وأسلافي
سلسلة لن تصدأ البتة
لأنها من ذهب خالص
وياقوت براق
أنا الرمل أنا السراب وأنا السماء
فيي كل الأضداد مجتمعة.
لا يغرنك مني ضعف الجسد
فوخزة الشوك قد تقتل
بالسم يا من يستخف بالناس
وهيهات إن كان سم شوك بيداء
هو الرمل عالق في أحشائي
يمحو كل نوائب الدهر
ويصقل جوهر الروح
لترفرف عاليا
تحت عرش الرحمن
تبحث عن السكينة في أمان الله
غير خائفة من
مجهول يخبئه قدر الله
شمس الفجر تعلن أملا
عند بزوغها فوق رمال البيداء
أعشق روحا استأنست بها
في الليل عند عرش الرحمن.
تهلل لربها نداء لرحمة
نفس معذبة في الأرض.
تدنو من خالقها كل ليلة
تبحث عن توأم الروح
لتعانقها تحت عرش الرحمن
في أمان وحضرة الله.
🇲🇦الجلاوي فاطمة 🇲🇦
🇲🇦بقلمي يوم :🇲🇦
🇲🇦03\09\2020🇲🇦
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق