الأربعاء، 17 فبراير 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{من كاهن الى الشهيد}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{حمزة القيسي}}


قصة قصيرة للكاتب العراقي حمزة القيسي 
يتم نشرها من قبل الإدارة

(من كاهن الى الشهيد) 

المشهد الثاني 

الكاهن الاعظم والحقوق .

انتشر خبر ابناء الشهداء  اللذين انطلقوا للحرية  يجوبون شوارع المدينة وتلال الازبال بحثا عن لقمة يسدون بها رمقهم  في وسائل الاعلام من قبل حراس المحراب  وصل الخبر للكاهن الاعظم ، فدعى لاجتماع في الهيكل الممرد لكل كهنة المحراب ، وحضر جميع كهنة المحراب وجلسوا حول الطاولة المستديرة ،  
وجهة الكاهن الاعظم سؤال اين حقوق هؤلاء ؟ موجها كلامه لكاهن الجامع ، 
فقال سمو المعظم اننا شرعنا ناموسا لدفع دية الاجسام البالية ورفعناه الى كاهن الكنيسة فقال كاهن الكنيسة ايها الحبر الاعظم عند وصول الناموس نظرنا اليه وضمناه الحقوق وصادقنا عليه ورفعناه الى كاهن المعبد ،. فقال كاهن المعبد نعم وصلنا الناموس ونظر فيه فرسان المحراب لسد الثغرات ومراعاة التنوع في جميع جوانب ومناطق المحراب ورفعناه الى كاهن الطبيعة  ليصرف مافي الناموس 
فقال كاهن الطبيعة ربي ومنعمي لقد وصلني  الناموس لكني اريد ان اعلمكم ان هذه الاجسام البالية لاتستحق الدية لانها كانت مهرطقة ، فعندما تعرض المحراب للخطر من قبل المرتزقة  مما نذر  بذهاب مايدر من الذهب والفضة  بيد العبيد لم يستطيع الكهنة الثلاثة من حراس المحراب الدفاع عنها ، نادى كبير المهرطقين من صومعته لاتباعه ان يدافعوا عن المحراب فهب المهرطقون من كل جوانب المحراب ملبين ندائه ، فما كان منا الا ان نضع رجلا هنا وارجل هناك  ووجهنا دعما ماليا للمحاربين واعلام موجه لئلا يسقط المحراب بيد المهرطقين مستقبلا وبعد انتهاء الهجمة كان لزاما علينا تحييد المهرطقين لان الحية لا تلد الا صلا  هكذا هم ابناء المهرطقين والحرية للعبيد وليست للاحرار وان هؤلاء العبيد لو اعطوا الحرية وشبعوا تسلقوا حيطان المحراب الاعظم وهيكله واصبح جميع الاحرار في خطر لذا قررنا توجيه الامور حسب مقتضيات الحفاظ على المحراب وحسب قانون الانتخاب والحتمية كان عملنا  ، انتصب الكاهن الاعظم على كرسيه منتشيا برد كاهن الطبيعة وانهى الاجتماع .
صعد الكاهن الاعظم صومعته  يلتو صلواته وتعاويذه بدموع التماسيح انه ياسف ان يكون ابناء الشهداء بهذا الحال وهم من دافعوا عن المحراب وسيبقون قرابين وخداما له ولكهنته ، وعليهم ان يصبروا ففي الجنان كل ما لذ وطاب  وان كثرة النعيم تفسد الارواح والعقول  وختم كلامه وامر بمنحة ١٠٠ الف دينار لكل عائلة  مع سلة من الطعام وبعض الثياب التي يتبرع بها الاحرار وابناء الكهنة لهم !،وعندما نزل من صومعته امر فرسان  الهيكل ان يثيروا الاضطرابات لينسى الناس هؤلاء والتعاطف معهم ، وان يشيعوا ان كبير المهرطقين من رماهم للجوع والعطش .
حمزة القيسي / العراق 

15/2/2021 

ليست هناك تعليقات: