الأربعاء، 3 مارس 2021

قصيدة تحت عنوان{{عاصفة المشاعر}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{مصطفى انفد}}



عاصفة المشاعر

قالت لي ذات يوم :

    خاب ظني فيك، ولم أعد أحتمل صورة وجهك الذي يذكرني بلحظات هي سبب حزني اليوم. ولا يمكن لمريء النسيان أن يلتهمها لأتخلص منها إلى الأبد. 

    لقد حاولت جاهدة أن أهرب من ظلمة الماضي، والاستمتاع بنور الحاضر لكن دون جدوى. فوثاق الأحزان والتعاسة يكبلني، ولو كان باستطاعتي لتجردت من الزمن لأعيد ترتيب الأوراق وأبدأ تسطير حياة بعيدة عنك.

    كنت ولاتزال عقبة تحفني بعتمة حالكة تحول الثابت لمتحرك، والهادئ لعاصفة، كلما حاولت خلق هدنة وسكون بيني وبين ذاتي... أريد أن أستلقي على سريري دون أن أفكر في شيء إلا أنك تجعلني أتوسد أوجاعا آنفة، وأضم إلى صدري شتات الأمس، وأغفو ودمعة الأحزان تقطر من عيني حاملة كل ما يخالجني وأكتمه في قلبي الذي تحول إلى جلمود. 

    هناك يا سيدي ثورة من الأفكار التعيسة التي أريد اليوم أن أتخلص منها ولا أستطيع، والتي زرعتها في حياتي، لتنمو وتتشعب، وتتعقد، لتصير الآن والمستقبل. 

     لا أعرف اليوم معنى الهدوء، فأحلامي تحطمت، وآمالي تبعثرت، وعلاقاتي تشعبت، وأمنياتي اندثرت، كل هذا سببه أنت لا أحد غيرك... أنت...نعم، تشرق الشمس لتنبعث منها أشعة تحمل هموم الماضي لتلقي بها على ظهري، ويتوقف الزمن لأغرق في دوامة الألم الأبدي.

    كنت وستبقى إنسانا انتهازيا، لا يراعي مشاعر الناس، ولا يقدر أحاسيس الحب، وبعيدا كل البعد عن أرض الهوى.

       توقفتْ لحظة عن الحديث وساد صمت رهيب، كالذي يسبق العاصفة... ثم استأنفت قولها :

تحدث مابك ؟ تكلم !

    لكنني لم أحدثها قط...مما زاد الطين بلة وانفجرت في وجهي قائلة :

    لقد كنت سببا في هذا الإحباط الذي أعيشه اليوم، لكنك علمتني كيف أخفي وجعي وبكائي... علمتني أن في الفراق فقد، وأن في الإهمال تأهب للرحيل. 

    كن يا سيدي مطمئنا فأنا لست من اللواتي يقفن حائرات عند مفترق الطرق... رغم الجرح الغائر في قلبي، والذكريات الباهتة الراسخة، فأنا لازلت هنا ولم أنكسر كما كنت تظن.

    نعم...أسهر الليالي كي لا أسترجع الرؤى المضطربة، وأعيش الحيرة، وأناجي النجوم، لكن لا أعرف معنى الانهيار.

اسمعني ...

   سأضعك يوما ما في المكان الذي يناسبك... سأجعلك في قاع بئر النسيان، هذا وعد مني، وما أفصح به اليوم لك، لا يجب أن تعتبره ضعفا ... بل هو ثقل أمر به، وفترة لإعادة ترتيب الأوراق، وسأجتاز هذه المرحلة العصيبة، لأن كبريائي أقوى من كل شيء.


بقلم : مصطفى انفد.

المغرب 

ليست هناك تعليقات: