رجل من زمن الرجولة
بعد ان إمتلئت بالخيبات
ومزقت قلبي خناجر الأحباب
شعور غريب تملكني
بأنني لهذا العالم لا أنتمي
هذا الزمن لايخصني
كل مافيه مشوه الملامح ضبابي
فقدت الشعور بالأمن والآمان
وتاهت سفينتي ببحر الخداع
كل مافيه مقنع مهزوز
بغاء وسخف وإنحلال
كل مافيه يناقض نفسه
كم أحن لزمن الصدق
زمن الرجولة وليس الذكور
زمن النساء فيه أكثر نقاء
وجمال وأناقة وعفة
قررت البحث عن زمني الجميل
قادتني قدماي لدروب التيه
تتبعت كل اثر وبصمة
وجدت نفسي أكثر ضياعآ وغربة
سارعت لسريري
وأغمضت عيني على وسادة حلمي
عرضت ذاكرتي شريطها المخزون
لفيلم كنت قد شاهدته بزمني المفقود
فيلم يتحدث عن الفروسية والشجاعة
والرجال الرجال وليس الذكور
كان بعنوان
أخر رجال الموهيكانز
لازالت أحداثه عالقة بذاكرتي
وتضحية ذلك الحبيب بنفسه لينقذ حبيبة
نحر وألقي جسده من قمة الجبل ليسكن الوادي السحيق
وصدق مشاعر الحبيبة لذلك المسجى جسده بعمق وادي الفداء
جعل منها مشروع شهادة
لم تتخلى عنه وإختارت السقوط الحر ليرقدا معآ بسلام
قلوبنا اليوم يتغير نبضها بثوان
وكل يوم لنا موعد مع عشق جديد
بكيت بحرقة
وأسفا على دهر الحرباء
غرقت بنوم عميق .. ؟
ووجدت نفسي محمولآ على أكف من خيال
تجاوزت بي الغيم وإرتقت لسماء أكثر زرقة وصفاء
والأرض من تحتي ليس بأرضي التي عرفتها
ارض موحشة مغبرة سوداء
حطت تلك الأكف بأرض موحشة جرداء
كل ملامحها تقشعر منها الأجساد
ظهرت امام ناظري أشباح لاتشبه الأشباح
أنيابها تخرق الشفاه
ووجوهها مرعبة لانور فيها ولاملاح
صراخ وعويل
وقرع طبول للحرب صداها تكسر على السفوح الملساء
وحلقت فوق رأسي
طيور سدت عن الشمس بجناحيها
ضجيج ملء المكان
ورائحة الدخان بخور تعطر أنفاس الأشباح
وقفت مذهول
ماهذا العالم المسحور
ومزق صوت إستغاثة كل ذلك الضجيج العالم المخيف
كان الصوت ملائكي مألوف
هو صوت أميرة النبض
وجدتها مقيدة بحبال من ألياف
نحن بعصر لايعرف له تاريخ
وإذا بجواد يسابق الريح
وصهيله أرعب من كان لها سجان
اثارت حوافره الغبار
حملني على ظهره وإندفع بجنون
وكست جسدي بزة ذات دروع
وسيف من نور تدلى من خصري كان له بريق
حمى الوطيس
كانت معركة ضرووس
لم أكن لوحدي
كل الرجال من زمن الرجولة بظهري
لم يبقى من الأشباح ديارا
وأميرتي تستعجلني الخلاص
من العدم .. ؟
ظهر شبح ملعون
وبيده خنجر أسود مسموم
أمسك بشعرها المسدول
وعانق خنجره رقبتها
لم أتردد بالدفاع عنها وفك أسرها
وجدت نفسي مغدور
والخنجر بأضلاعي مغروس
تبخر الشبح الملعون
وفك أسر أميرة القلوب
خارت قواي وتهاوى جسدي
بين يدي أميرتي
بكتني بدموع مودع
إبتسمت بوجهها
وبلسان راحل قلت لها
ها انا ذا وفيت بعهدي
ولم أتخلى عنك
ودمي المهدور وأنفاسي المتثاقلة
خير شهاد على صدقي
لاتبكي رجلآ صان عهده
أنا قادم من زمن الرجولة
الجسد يزوال
والذكرى تدوم
سيشهد لي الثرى بتضحية
هل ستصونين عهدي
هزت برأسها وإبتسمت
وقالت لي إغمض عينيك
وارقد بسلام
ومع أول فرس مر بها
تركتني أصارع الردى ورحلت
ضحكت بأعلى الصوت
وعاد الصدى معاتبا
ياصديقي انت بزمان لايتعرف بالتضحية
مت بارض ليس أرضك
ولأجل حلم ليس حلمك
وقلب ينبض للاقوى
عالمك أنتهى عهده
هي بعالمها الملموس
وحكايتك لن تنتهي
سيكررها الدهر ألف مرة
أنتهى عهد الوفاء
وأنت من زمن الرجولة
أرحل رغم أنفك مغدور
الكاتب
جاسم الشهواني
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق