( هلال الصائمين )
هلَّ هلالُ الصائمينَ فزغردت
أرواحهم بالطوعِ والإيمان
رمضانُ جئت فالقلوب تعانقت
تسعى لنيلِ مراتب الغفرانِ
يا شهر نورٍ لكل آيٍ فصلت
من وحي ربي الواحد الديانِ
تلك النفوس حين لُحتَ تسابقت
للبرِّ للتقوى وللإحسانِ
وكأنَّكَ الشهر الوحيد تهافتت
فيه الأنامُ لرحمةِ الرحمنِ
ففي الفقيرِ ملامحٌ قد هللت
وجائعٌ للشبعِ عدَّ ثواني
ويتيمُ نامَ ومن سروره أينعت
أغصانهُ الأيباسُ والعينانِ
وديارُ صامت قبلك وتعففت
تواقةُ الطرقاتِ للبيبانِ
فيديكَ تعطي والقساوةُ أدبرت
ويسودنا نوعٌ من التحنانِ
جنٌ وانسٌ كلها قد غادرت
شيطانها صفدٌ مع الخذلانِ
ونرى المحبة بإتلافٍ أزهرت
روح التآخي فاق كل معاني
وتلاوةُ القرآن فيكَ تعطرت
وكأننا قبلاً بدون لسانِ
وبسرعةٍ نحو الصلاةِ توافدت
كل الخطى ترتجُ بالخفقانِ
ودموع ليلٍ بالدعاء تلهفت
بسجودها سكينةُ الوجدانِ
نسائمُ الأرواح منكَ تنسمت
حسّاً جميلاً دافئاً رباني
رمضان أنت لكل نفسٍ لَوَّمت
أملاً لبابٍ يأتي باطمئنانِ
....................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق