♦ قصة قصيرة : بعض من هوية
تأفف النادل واضعا فنجان القهوة على الطاولة ، بعد أن طلبت منه تسخينها للمرة الرابعة . أيعقل أن يكون البرود بقلبي !
أجواء المطار باردة على عكس ماصرح به في النشرة الجوية ، و أصوات الطائرات مزعج و قاس عندما تكون المرة الأخيرة .
حقائبي التي أجبرت على تركها للحفظ بعيدا ، أتفقدها بين الحين و الآخر . تم تفتيشها للتأكد من أني لا أحمل شيئا ممنوعا .
إنني يا سيدي أحمل قميصا برائحة بيتنا ، و قلما عليه ذكرى من مدرستي . كرة مهترئة عليها كل الكدمات التي تعرضت لها في الشارع الخلفي ، و في باحة المنزل حين تنشغل أمي عني، فأسرق لحظات أركل بها الكرة هنا و هناك. تنكسر تارة مزهرية ، و تارة ساعة الحائط، و لن أحدثكم عن العقاب!
إني و إن تفقدت حقيبتي فإني أتفقد بعضا من حقوقي المسروقة و حفنة من مآسي منحت لي عن طيب خاطر .
بالله عليك، هل تتأكد من هوية من خلال بطاقة بحجم كف اليد؟ هل يعقل ان يعرف إنسان بماض و حاضر و مستقبل بمجموعة أرقام عشوائية !
دعك مني فإني حملت ماتبقى لي من هوية لقلبي في تلك الحقائب . و لا أعتقد أن حملي لهويتي ممنوع.
|• بقلم الكاتبة:
هاجر مڨورة/ الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق