الاثنين، 17 مايو 2021

ج( الثاني) من قصيدة {{عِــيدِيَّةُ}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عبد المجيد زين العابدين }}


    عِــيدِيَّةُ  2021 [الْمَقْطَعُ الثَّانِي ]


يَا إِلَهِي وَمَسْنَدِي وَمَلَاذِي **أَنْتَ تَدْرِي مَا قَدْ رَأَتْهُ الْعِيَانْ

مِنْ وَبَاءٍ مُنَوَّعٍ فِي بِلَادِي **وَكَذَا  عِنْدَ سَائِرِ الْبُلْــــــدَانْ

قَبْلَ عِيدِي الَّذِي رَأَيتُهُ ظَرْفًا **لِاِنْحِبَاسٍ وَحَيْرَةِ الْحَيْرَانْ

وَشُعُورٍ بِالضُّعْفِ ثُمَّ بِعَجْزٍ **عَنْ صُدُودٍ عَنِ الْوَبَاءِ الْآنْ

             *******************

هَكَذَا عِيدُنَا أَتَانَا أَخِيـــــرًا **وَالنَّصِيبُ الصَّحِيحُ فِي الْعُنْوَانْ

كُلُّنَا يَعْرِفُ الْحُدُودَ وَيَخْشَى**لِحَيَـــــــــــاةٍ تَزَاحُمَ الْأَبْدَانْ

فَبَقِينَا فِي وَكْرِنَا لَازِمِيهِ **وَكَأَنَّــــــــا فِي إِمْرَةِ السَّجَّــــانْ 

لَيْــــــسَ مِنَّا مُقَبِّلًا لِأَخِيهِ**أَوْ كَذَاكَ اِمْتَدَّتْ إِلَيْهِ  يَـــــدَانْ 

           ******************** 

اِمْتِحَانٌ وَرَاءَهُ ذَا  اِمْتِحَانٌ **هَلْ بِهَذَا اِقْتَنَعْتَ يَا إِنْسَانْ ؟

كُلُّنَا فِي الْهُمُومِ فَرْدٌ شَبِيهٌ **بِسِوَاهُ مَهْمَا يَكُنْ فِي الْعَنَانْ

الْوَبَاءُ الْخَطِيرُ فِينَا تَفَشَّى** وَدَوَاهُ مُنَوَّعٌ أَلْـــــــــــــوَانْ 

وَالْوَرَى فِي اِخْتِلَافِهِمْ قَدْ أَطَاعُوا**وَتَلَقَّوْا تَلْقِيحَهُمْ فِي الْآنْ

       ***********************

قَدْ تَفَشَّى الْوَبَاءُ فِينَا جَمِيعًا **عُرْبُنَا ثُمَّ غَرْبُنَا سِيَّـــــانْ

حَيَّرَ الدُّنْيَا ثُمَّ أَخْفَى بَهَاهَا **وَأَصَابَ الشَّبَابَ وَالْأَعْيَانْ 

وَأَمَاتَ الْمِئَاتِ تِلْوَ أُلـُـوفٍ **وَأَمَاتَ الصِّبْيَانَ وَالنِّسْوَانْ 

فَإِذَا بِالْجَمِيعِ يَخْشَاهُ خَوْفًا **فَهْوَ غُولٌ وَمَالَهُ مِنْ كِيَـــانْ

               ********************

فَإِذَا الْغَرْبُ فَاغِرٌ ذَاكَ فَاهُ**بَيْنَمَا الشَّرْقُ تَائِهٌ حَيْرَانْ 

وَإِذَا الْغَرْبُ بَاحِثٌ عَنْ دَوَاءٍ **ثُمَّ يَلْقَاهُ جَاهِدًا نَشْوَانْ 

وَإِذَا الْعُرْبُ تَلْتَقِي مِنْهُ عَوْنًا **وَيَعُدُّونَهُ مِنَ الْأَعْوَانْ 

لَكِنِ الْخَوْفُ مِنْ أَذَاهُ لَدَيْنَا **جَاعِلٌ مِنْ قُلُوبِنَا أَوْطَانْ 

               ****************

كُلَّ هَذَا وَغَيْرُهُ لَيْسَ يَخْفَى**قَدْ جَعَلْتَ الْوَبَاءَ ذَاكَ اِمْتِحَانْ

فَعَرَفْنَا حُدُودَنَا وَحَذِرْنَا **وَاِشْرَأَبَّ الْجَمِيعُ لِلرَّحْمَــــــــانْ 

يَرْتَجِي مِنْ إِلَهِنَا فِي خُشُوعٍ **رَفْعَ هَذَا الْوَبَاءِ فِي الْإِبَّانْ 

 وَيُسَوِّي مَا بَيْنَ إِنْسٍ وَإِنْسٍ**وَعَسَى فِيهِمَا يَفُوحُ الْأَمَانْ

             عبد المجيد زين العابدين  .  

              تُونِسُ 

ليست هناك تعليقات: