إلى ولدي
لا أريدك أن تولد
على فراش العدد
يا فلذة كبدي...
ستكبر قبل أوانك
و تعلم من أحرق السنابل
ضع على جبين الأيام
أكاليل زيتون...
و اعتصر رحيق القنابل
في راحتيك تنبت براعم
تهتف باسم الوطن...
و إياك أن تضل طريقك
في رحلتك إليك...
ستكون حافيا من كل ذكرى
و من رماد السنين
ستوقد شعلة الأمل...
و ترتق فجوات جرحنا
و تجعل بينك و بين الطيبين
جسر خبز و ملح...
قد نلتقي في ذاكرة المكان
سأشكرك كثيرا يا قرة عيني
حين تتفرغ للحياة ...
غادر إطارك و الحلم دثارك
و في أهداب الصمت
خبئ صهيل ألمك...
و في صقيع الذاكرة
اطو مرارتك و حاجتك...
أصابعي ثملة مخضبة
بأقاحي السكينة...
من براثن العدم تنتشلك...
و بيد من وجع ...
و منديل شوقي المعتق
لوحت اليك... ما أجملك...
يا فرحة عمري المكلل
أشتاقك قبل أن أودعك
خلف مسافات حزني
أعتصر شفاه قلمي...
لأنثر على بساط اللغة
أن يومي و غدي
لن يعتدل إلا بك...
لن تكون مشردا
على رصيف البؤس
أنت الذي نلت العقوبة
منذ ولادتك...
فوطنك الحاني الرؤوم
بعد أن كان ملاذك
بات في أزقة الفراغ
سبب قهرك و ألمك...
زهير همامي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق