ولادة في العنق
إنه البنفسج ذاته
ما يتساقط من بلوّر مخيّلتي
ذاهبًا وجائبًا مع صِغَري
الذي بعد لم ينتهي
قارعات الطريق..
حقول الليل..
ترطّب جثث البراري
وأنا لا أرى إلّا جندولي الصغير
وأبحر برائحة المشمش
في زادي الصباحيّ
إلى آخر سنبلة تدركها أنفاسكِ
لأعود وبيدي مطرقة من وطن
وعلى كتفي مأتم من خيانة
ومن وَضيئةٍ..
قبلة على مبسمي
هو نجم المئة من مَلَك حداثتي
أتذكرين؟
أنتِ يا رفيقة مولدي
كم دنيا امتلكَتْ إبتسامتي
وانفرج البدر عن ثناياي
عقب إنجاز العد
وشارع الخراب في لعبتي اليومية
ورائحة غبار برائتي
ذاك المتأوّه بضحكته
ما زال يتململ بجسده أرضاً
يمسح غبار الفسيحة
بوَثءِ مفاصله
وبين هذا وذاك..
أفتشّ عمّن يركض عنّي لذاتي
عمّن يقود خيبتي ويعتقلها
ويقتلع أغلال مِرساتي
في زمني المِنهَب..
أحدٌ لم يُسعف الطيور
وهي تتبسّم قبل مقتلها المحتّم
ولا الخوف يحتسي
من أفواه قاطني الأرض
فاندثرتْ الهوية
في قصور العالم المتعبّد
لأبطال الروايات
ولأقلام العبيد
نعم، إنه العبير نفسه الذي يأسرني
منذ عقود أربعة وبضع
يتساقط..
وولادتي المجهولة
وأجزائي
على بساط كافر..
والصورة أكبر من ذكرى
وأصغر من حلم..
ها قهوتي احترقت أجسامها في بدني
فغمر بكاء سُرّتي هيئتي
وأطفأ جذوة شفاهي..
مع هذا الندى المتضوّع بمَفرِقي
من كفّ ومرفقين
والنبض الجاثي أمامي..
سأصبّ لكِ
من تخمة جليدي
كاسات الأزيْز
علّكِ تقرأين امتلائي
وتسمعين همس أريجي المتجمّد
في طيْن مِرجَلي الأيسر
فتُرجعي بذور الصباح لمخبئها
وإضمامتي العارية تُكسي
وبمسبحتكِ..
زند مزودي تطرّزي
فأصطلي بأنشودة عنق مسائية
في نغمه أنبثقُ وتراً..
تعزفه لياليكِ
على درب الرحم
بقلم،
إيلي جبور / لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق