(((بلدي الجريح)))
~~~~~~~~~~~~~~
سقط الرغو
ذاب الزبد في جوف البحر
أزهرت سنابل القمح
من عمق السراب
تجمعت صخور البحر
كأنها حجب تمنع الضباب
هطلت دموع السماء
ترثي بلدي الجريح
خطوات شهيد تركت أثارها
على سلم النار
أنفجار يتبعه عاصفة من الدخان
بكت أشجار الياسمين
وزفرات أنين أشجار التوت
رافداك توشحى بالحزن
ففي كل عام لنا فاجعة أو فاجعتين
رافد ثالث شق في أرض وطني
لدماء المغدورين الفقراء المهمشين
يارب رحماك في بلدي
فهو يرزخ تحت القتل والدمار
منذ سنين
كل شيء في وطني وجل
حتى سعف النخيل
الشوارع الأرصفه تنتحب
أسدل الحزن ستائره
في موطني منذ زمن
منذ أن أغتصبت بغداد
منذ أن أصبحت أعيادنا مأتم
كل يوم أرواح تعانق الأكفان
حتى ازدحم بالراحلين المكان
لم يعد للفرح في أرضي عنوان
نوازل القدر وغدر كل جبان
كلها توالت كأنها ودق عذاب
يذيق الأرواح الموت الزؤام
لاأرى في الأفق أي انفراج
أيام وسنين عجاف
تتوالى كأمطار تشرين
بدون توقف
أنهيار حطام ودمار
حتى أطلال بلدي بدأت تنهار
بعد مستشفى الخطيب
التحق مستشفى الحسين بالحريق
والمسلسل لن ينتهي
فمن ينقذ الغريق
ان كان وسط الموج
وحيدا لاقريب ولابعيد
يمد يد العون الكل
اكتفى أن يرى المأساة
ليرد بالأستنكار والتنديد
ومأساة الحريق
بعد التحقيق
قيدة ضد مجهول
وكم من الأرواح ستزهق
بعد حادثة مستشفى الحسين
الأن هي بالأنتظار
فلا شيء يزهر في بلدي
سوى الموت ولا أستنشق
في بلدي سوى رائحة الدم والدخان
حريق وتفجير وقتل على الهوية
هذا هو عنوان المشهد في وطني
حين كان يوما درة الأوطان
علاوي الكناني العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق