رويدك بالقوارير الوِسامِ
...
رويدك بالقوارير الوِسامِ
وقد أذهبنَ ألبابَ الهِمامِ
فبعضَ الوصف إنّك حين تهوى
ترى الإطنابَ قصدًا في الكلامِ
صبَت لي عينُها حبًّا و شوقًا
يسعَّرُ في الحشا مثلَ الضِرامِ
شغفتُ فؤادها برباطِ جأشٍ
ومن ضَعْفٍ بها حَتفُ الهُمامِ
منيرٌ وجهُها ظُلَمَ الليالي
كأنّ طلوعَهُ بدرُ التمامِ
تزيلُ الهمَّ والأحزانَ مني
إذا بدت المباسمُ بابتسامِ
وتروي الصب من ريق شبام
كقطرٍ قد تحدر من غمامِ
أماءَ المزن تسقي أم رضابًا
كمترعة الكؤوس من المدامِ
إذا جادت لنا العيناءُ رشفًا
تعافى الصبُّ من كلِّ السقامِ
إذا تمشي يأوَّدُها نسيمٌ
كأنَّ البانَ قُطِّعَ للقوامِ
كأنّي في الهوى غَرَضٌ محاطٌ
أتتني سهامُها من كل رامي
فما برحت سهامُ العين ترمي
عليَّ فمزّقت حتى. عظامي
عليكِ العهدَ أن ترعي فُتيًّا
وحفظًا إنّهُ وافي الذمامِ
ورفقًا في الفؤادِ فإنّ فيهِ
عيونَ الرئم ناشرةَ الغرامِ
ملأتِ القلبَ حبًّا بل حياةً
وكان مسجّيًا بين الركامِ
أرى أرض الحبيب تحنُّ شوقًا
إلى لقيايَ شوقَ المستهامِ
كأنّ الأرضَ تطوى حين أغدو
إلى دار الأحبّةِ للسلامِ
وأرجع مثقلًا أمشي وئيدًا
كأني راحلٌ نحو الحِمامِ
يكاد العقل أفقدهُ إذاما
لقيتُ أحبَّةً دون الدوامِ
ولولا أن تقرَّ بهم عيوني
لما غامرتُ في ترك المُقامِ
كأني قد تركتُ القلبَ رهنًا
لديها مغلقًا من غير حامي
تمنّينا المنى من دون نيلٍ
فيسهلُ عندها صعبُ المرامِ
ومَن يرجو من الحسناء قربًا
يرى أطيافها قبلَ المنامِ
إذاما القلبُ وسوسَ في نواها
جرى دمعي كمنحدرِ النظامِ
كأنَّ مدامعي غيمٌ توارى
له حِبٌّ تغيّبَ في الرجامِ
فتنهلُّ السحابُ له انهلالًا
لترفعَ عنهُ أغطيةَ الرغامِ
ولو أسهو كحالةِ كلِّ عبدٍ
يهيّجُ ساهيًا صوتُ الحمامِ
تغالبُني المدامعُ بانهمالٍ
كما يبكي النوى نجلَ الحزامِ
على عفراءَ إذ شطت نواها
وحطَّت رحلَها دارَ الشآمي
..
🇮🇶 الشاعر عبد القادر الموصلي
🌴🌴🌴🌴🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق