ليلة قاسيّة
عبد الصاحب إ أميري
**********
استيقظت فزعا، خائفا
أكاد أقع من شدّة الهول، ظلام دامس التفّ حولي
لا أرى ضوءاََ
لا أرى أحداََ
لا أرى ظلاّ، ولا أثراََ ، ولا بقعة دم على الأرض
عدا صراخ قاتل، عويل مرّعب
بات يهدّدني، يخيفني
هزّ أركان بيتي، هزّ قلبي المحزون،
هز عقلي المنكوب
بتّ كالمجنون، لا أدري كيف أتصرّف
أبكي مع الباكين ، معهم أصّرخ
أبكي لمن، أصّرخ لمن
سؤال بات يرادوني
من مات منّا منتصف اللّيل، لا جنازة له
من هذا الّذي يبكي، لا ظلاّ له
الموت يلاحقنا أينما كنّا
والدّمع يشفينا، دون أن ندري
لنبكي
بكيت اليوم مرّا، حتّى جفّ دمعي
بكيت اليوم حزناََ
استذكر ذكرى يوم حزين على قلبي يوم حزين عاشته كربلاء
أستذكر يوم قتل الحسين وأصحابه في عاشوراء
استذكر من قتل مظلوما من أجل قول لا
هيهات منّا الذّلّة
قتلوه، تحت حوافز الخيول بعد موته سحقوه
لم يستكفوا، نحروا رأسه،
احتفلوا
حملوه على الرّمح
صرخت بأعلا صوتي،
من الميّت في هذا الوقت
أين عزرائيل
إن كان هناك ميّتا
لا أرى أحدا، إلا صدى الصّوت
من
جاء صدى صوت أمّي
-أنا يا ولدي، اليوم يوم البكاء
أوصيك به
-أمّي أين أنت
-لا لن تقدر أن تراني ، أقيم عزاء للحسين بعد موتي
حروفك رفعوا اعلام الحزن ، يردّون من حولي
كلّنا نبكيك يا حسين
عبد الصاحب إ أميري
*********،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق