جزائرنا العظيمة في سوادٍ
..
عزاءٌ واجبٌ قد بات حقا ** تخنْدق بالدُّعا ينثال دَفْقا
..
تتابعت الحرائق والرزايا ** كأنَّ الْحَيْنَ ها قد جاء مَحْقا
..
كأني بالقيامة قيل حَلَّتْ ** وحان النشر بات البعث فَرْقا
..
جزائرنا العظيمة في سوادٍ ** تَكَهْرَب جَوُّها خنقاً وحرقا
..
وأمطرت السماء لظى شرارا ** تبدَّى كاللهيب أكان بَرْقا ؟!
..
تزاحم زحفها فأتى سجالا ** بآنٍ واحدٍ هل كان صَعْقا ؟!
..
أكانت صُدْفةً خمسينٍ عَدْوى ** تتالى وهجها يمتد شرقا
..
سقتنا بالمنى جمراً عِيانا ** وأروت بالمنايا الناس خنقا
..
عزانا يا جزائر نحن كلٌّ ** دهانا ما دهاك ننوء غرقا
..
ننوء العمر من فرط الرزايا ** كأنّ الأرض لم تحفل بغرْقى
..
مواتٌ نحنُ من يُحْيي مواتا ** أماتت نخوةٌ تمتد عِرْقا ؟!
..
فدى عينيك تصفعنا المآسي ** نعيش صريرها ما انْفَكَّ طَرْقا
..
كأنَّا والعروبة في فراقٍ ** كسانا الجهل أسْوِرَةً وطوقا
..
نبذنا النور دفَّاق الْحنايا ** وأُبْنا بالردى ترفاً وتوقا
..
مُنانا بالعروش وساكنيها ** بكل قبيلة أولتك بَوْقا
..
هرمنا يا جزائر من لظاها ** وبتنا كالرحى سيان نُلقى
..
فقدنا بالجهألة كل عِزٍّ ** تبعنا الإمَّعات نُدار حمقا
..
رمتنا من نواصيها بسقمٍ ** سبتنا نورنا أفنحن أشقى ؟!
..
جزائرنا سقاك الله خيرا ** وألبسنا بهاء الصبر خُلْقا
..
وصَبَّ لنا السكينة في الحنايا ** وأورثنا جلال القرب شوقا
..
ودام لك السعاد ودمت صرحا ** يَضُمُّ شُتاتنا ويُلِمُّ فَتْقا
..
صلاةٌ بالسلام على رسول ** أيا رحمات عُمّي الناس سبقا
..
جهاد إبراهيم درويش
12/8/2021 م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق