الأحد، 19 سبتمبر 2021

نص نثري تحت عنوان{{ صانع الفخار }} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{علي المحمودي}}


 صانع الفخار

................. 
في صبيحة يوم من أيام بؤنة الشمس تطارد سمار ملامحنا التي تعرقت من فرط صهد منبعث من سقف البوص المحبوك بحبال الحلفا في الجنوب كان الفخراني يجلس وقدمه تطأ دائرة دوارة من خشب سميك يدور يمينا يقف في منتصفه سهم ارتكز على شيئ يجعله يطوف منسابا ليشكل قطعة الطين الأصفر 
في عملية خلق تسترجع صورة مرسومة على جدار معابدنا لصانع الفخار في رمزية خلق الإنسان الأول رسمتها كف تشبه نفس الكف السمراء من قديم يحاكي عملية خلق كانت ولازالت تسكن في ضمير يعج بأسئلة هى علامات في طريق العودة لقصة خلق الإنسان من طين لازب كانت الحكايات تستلقي على حجر الفخار يدور فتسمع صوت إيزيس وهى تهرول قاطعة رحلتها من الجنوب إلى الشمال تبحث عن شجرة الجميز العتيقة فوق ضفاف النيل عن أشلاء اوزوريس تلملمها كحبات البر تنثرها في رحم الأرض تنبت حورس من جديد يتشكل فوق حجر الفخار كانت ملامحه نفس ملامح الرجل الكائن فوق لوح خشبي يدفع بقدمه حجر الفخار لتتضح ملامح قطعة الطين كجرار أو قلال يستلقي النيل بداخلها نشرب ونعيد تكرار القصة كل صباح من أيام بؤنة في دفاتر التدوين نقرأ أن المعلم مازالت تطأ قدمه دائرة دوارة هى الحياة.

.....علي المحمودي

ليست هناك تعليقات: