أعاتب قومي غيرهم لا أعاتب
قصيدة منظومة على البحر الطويل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
أعاتب قومي غيرهم لا أعاتب ــــــــــ بشعري ضميرا مات فيهم أخاطب
لماذا أحب القوم ما يجلب الأذى ــــــــــ لهم ما يُنَمّي الجهل فيهم أراقب
و نور التجلي في الوجوه فلا أرى ـــــــــ كأني لأعمى في الظلام أصاحب
ألوم جميع القوم في كل نظرة ــــــــــ أعاتب قومي غيرهم لا أعاتب
ألوم ولاة الأمر في كل عبرة ــــــــــ فما زلت بالتغيير وحدي أطالب
،،،،،،،،،،
سأبقى و إن عني تخلى الجميع في ـــــــــ النوادي أنادي للفساد أحارب
سأبقى لكي أهدي الحيارى منارة ــــــــــ و من حارب الفكر العميم أحاسب
سأحمي بلادي بالعيون و نورها ــــــــــ على أمرها تلك الرؤى سأواظب
و بعد التجافي و الجفاف بغمرة ــــــــــ بلادي فهل تأتي إليها السحائب
فلا تضحك الدنيا سوى صاحب الهوى ـــــ و أبكي تراني بي تحيط النوائب
،،،،،،،،،،
تراني كسيرا أو حسيرا بعينها ــــــــــ و في مقتل دوما تصيب المصائب
غدا الجهل دينا يا رفيقي بأمتي ــــــــــ و من حوله تقلي العلوم المذاهب
لماذا أرى موتي و بي قد تعددت ــــــــــ بشكل عجيب لا يضاهى المواهب
لماذا عيون الشعر في القوم تزدرى ــــــ و عندي بفضل الله تعلو المراتب
أيا مغربا في الأفق تغرب شمسه ــــــــــ إلى أين تمضي فيك تبدو الغرائب
،،،،،،،،،
بربك قل لي هل تعود حبيبتي ــــــــــ إلى أين تمضي فيك تبدو العجائب
حبيبة قلبي في المحاسن قريتي ــــــــــ و أرغب فيها حين تحلو المراغب
أرى حولها الأعداء تعشق قتلها ــــــــــ و كل حبيب في هواها يشاغب
و كل عدو للمحبة يزدري ــــــــــ و بالحب تقضى للحبيب المآرب
و أحدث بركانا فتبقى عجائبي ــــــــــ و أحدث طوفانا فتبقى الرواسب
،،،،،،،،،
ألوم عيون الشعر فيك قصيدتي ــــــــــ لماذا بلادي لم تُغَنِّ الكواعب
لماذا جفاني الدهر حتى بحفرة ــــــــــ رماني و لم ترقص أمامي اللواعب
و سهم الردى قبل الجميع أصابني ــــــــــ و قد أتعبت قلبي المُعنَّى المتاعب
و قد أغرقت كل البحار مراكبي ــــــــــ فهل من جديد فيك تُبنى المراكب
و قد أوقفت كل الرياح مواكبي ــــــــــ فهل من جديد فيك تسري المواكب
،،،،،،،،،
بلادي علينا جار في منتهى الأذى ــــــ و من دون وعي فيك حتى الأقارب
و كل الأفاعي في دفاعي مواجه ــــــــــ أموت و حولي السم تلقي العقارب
و من حولها ترمي حبالا و عندما ـــــــــ تهيم بيوت الوهم تبني العناكب
لماذا ظلام الظلم من بعدما سرى ــــــــــ بتلك الرؤى نور العيون يعاقب
و قلبي فلا يقوى المصائب كلها ــــــــــ عليها و كم تُضني القلوب المصاعب
،،،،،،،
بفعل العدى قالوا السياسة لعبة ــــــــــ و تجري دماء في ثراها الملاعب
و عرسا أمام الرهط صار انتخابه ــــــــــ و في حضرة الطاغي تقام المآدب
و ذاك السياسي في المآسي فعنده ــــــــ تهم الكراسي أو تهم المناصب
يهيم و في دنيا السياسة كلها ــــــــــ لديه أمام الكل تبدو المثالب
كأني بسجن ضاق في الخنق بابه ــــــــ تنادي على الموت الزؤام الغياهب
،،،،،،،،،
ستأتي البلايا و الرزايا جميعها ــــــــــ ستفرض في الدنيا علينا الضرائب
و تؤخذ ما تعطي الحياة لأهلها ــــــــــ تفيد عقولا لا تلين التجارب
فلا تَشك من يشكو تدوم بأمرها ــــــــــ فمن يخسر الدنيا لديه المكاسب
سأغدو و في كل الوجوه مسافرا ــــــــــ ستجمع من قبل الرحيل الحقائب
فطوبى لمن يهدي الطيوب لأهله ــــــــــ سنبقى كراما نحن فيهم أطايب
،،،،،،،،،
أعاتب قومي غيرهم لا أعاتب و أقول في نفسي لماذا يقبلون الفساد و الاستبداد و يطبلون له و بحياته يهتفون و أقول أيضا لماذا يحارب الشعر في مهده عندهم و يطعن غدرا الشعراء بخنجر مسموم من طرفهم
الانتخابات الأخيرة على الصعيد الوطني عرفت فوز كاسح لأصحاب المال و رجال الأعمال مع هزيمة ساحقة و انتكاسة لتجار الدين فقد ضرب العلمانيون الإسلاميين ضربة موجعة و ربما هي القاضية
أما على الصعيد المحلي فقد كان أهل قريتي بين النار و الرمضاء و عليهم الاختيار بين فئة طاغية و أخرى باغية شعوريا أو لا شعوريا
و أحلاهما مر و اختاروا الأقل ضررا في اعتقادهم بعدما فشل المجلس الجماعي فشلا ذريعا لا مثيل له في تدبير و تسيير الشأن العام
و كانوا بين اختيارين بعدما غاب البديل الحضاري و الإنساني بين ذئاب خاطفة تصطاد كمجموعة مفترسة و بين أسد الغابة المتوحش و المفترش و من حول المجموعتين الضباع و الكلاب الضالة
و اختاروا الأسد المفترس ملك الغابة ليزداد غنى و ثراء و ليزداد فقرا و جوعا و حرمانا و كان فوزه باكتساح
و ما ينطبق على قريتي خميس الساحل ينطبق على كل القرى والمدن في المغرب الحبيب و أغلب البلدان أيضا
وانتهت اللعبة بانتصار فاسد على مفسد و هزيمة الفاسدين أمام الفاسدين فجميع الأحزاب فاسدة و هذه هي القاعدة مع استثناءات بسيطة في نظام فاسد و مستبد و قمعي
لحد الآن و ربما لسذاجتي و طيبة قلبي لا أفهم قواعد اللعبة جيدا و عقلية هذا الشعب المقهور و المقموع و نفسيته أيضا و لا أعرف لماذا يقبل و يرضى بالفتات و يقبل اليد التي تغتاله و يرقص أمام السيف الذي سيذبحه
فعلا الطغيان أقوى من الجميع و أنا عكسهم لا أستطيع الصمت و ليس مذهبا عندي السكوت
و أعرض نفسي للخطر دائما و أواجه المعتدين على أرضنا و عرضنا بالقلم و الغالبية تكتفي بالتفرج و فئة كبيرة منهم يمدون العدو بأسباب النجاة والنجاح و ينتظرني السجن أو القتل ففي الاثنين القادم20سبتمبر موعد محاكمتي بناء على مقال لاذع نشرته يفضح المستور ومصيري مجهول
أنا الآن وحدي في مواجهة الأسد المفترس بعرينه و ربما يفتك بي و يبطش و ربما أدخل غياهب السجون أو أنفى بعيدا و ربما أتعرض للأسوأ و لكن الأمر بيد من بيده الأمر و لله الأمر من قبل و من بعد و أؤمن بالآية التي تقول إذا كان الله معنا من علينا
فحسبنا الله و نعم الوكيل
و أقول ختاما لابد من ثورة عارمة على الطغيان و كل الطغاة
فاسكت عن الحق شيطان أخرس
و أقول للذين يفرحون لفوز الطغاة إن غدا لناظره قريب
و كما قال الشاعر ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا و الأيام بيننا
ستبقى قصائدي و مقالاتي شهود عيان
فهذا عتابي و لومي و العتاب يكون من المحب و الحبيب و لا من العدو و المعتدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق