الجمعة، 29 أكتوبر 2021

قصيدة تحت عنوان {{قتلُ الصادقين}} بقلم الشاعرة اليمنية القديرة الأستاذة{{هزار محمود العاطفي}}


( قتلُ الصادقين )

مالي أرى وجعاً يهزُّ كياني
ويُزلزلُ الاحساسَ في أركاني

هل هانَ حبُّ الخافقينِ بلحظةٍ
أم هانَ في مدِّ الجفا حرماني

ولما أراهُ معانقاً إذ جاءني
وأرى جروحاً في مكانٍ ثانِ

أيقولُ حبي عندهُ أُسطورةً
وقداسةً مملؤةُ الإيمانِ

والقلبُ يملئهُ التوجعُ منهكاً
حتى من التأنيبِ قد أقصاني

أشعرتَ أني أستحقُ بهكذا
أن تُهدني كسراً إلى الأحزانِ

لتصومُ عن عتبٍ تذلُّ عواطفي
وتقودني بالشكِ للأكفانِ

أيصحُ في شرعِ المحبةِ غِيلةٌ
أيحلُّ قتلَ الصادقينِ أماني

والحبُّ غفرانٌ لزلةِ عاشقٍ
أم لم يكن للحبِّ أيُ مكانِ

أوَ لم تقل صدقاً ملكتَ مشاعري
أوَ لم تحبُّ المشيَ في شطآني

أوَ لم ترى عشقي يمدُّ جسورهُ
كي تعبر الأقدامُ للخلجانِ

وشفاهكَ الحمراءُ تهمسني أنا
أهوى احتلالكَ لا أُزاحُ ثواني

ما بالُني رجفٌ أحسُّ بخافقي
والخوفُ يأكلني بلا استئذانِ

إني قرأتُ العمقَ يكفيني هنا
أن أبترَ الأحلامَ من شرياني

أن أحتسي وجعاً بإوجاعٍ ندى
أنفاسها جمرٌ على أغصاني

وأحيكُ من خيطِ الوفاءِ نهايتي
وألمُّ في حُقَبِ العناءِ هواني

وأكونُ أُضحيةً بعيدِ سحابةٍ
كم لملمتْ طيشي مع هذياني

كم كانت الأيام تشرقُ عندها
وحقائبي السوداءُ تتحداني

ولقد أكلتُ الآنَ اكبرَ صفعةٍ
لتغوص في جوفي كما البركانِ

قلتُ استريحي فوق رمشِ غرابتي
فأبتْ تعاقرُ حيرتي فنجاني

فمضيتُ أبحثُ عن أنا بمعيتي
فوجدتها نفسي بلا عنوانِ

ونسيتُ أشطبُ عبرتي متسائلاً
ما بال يومي شاحبُ الجدرانِ

فعرفتُ أجوبةَ المشاعرِ، ليتني
لم اسألَ الأيام عن توهاني

لأموتَ مُنسراً بأني عشتها
فصلاً  ربيعياً بهِ إدماني
....................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن

29/10/2021 

ليست هناك تعليقات: