الخميس، 21 أكتوبر 2021

قصة قصيرة تحت عنوان {{قصاص}} بقلم الكاتبة القاصّة السورية القديرة الأستاذة{{لما حسن}}


قصة قصيرة 
قصاص
أبو بسام مزارع في الستينات من العمر استيقظ باكرا هذا  الصباح الحار نسبيا مع ولداه بسام ورسام لديه مهمة  توصيل موسم الحنطة إلى مطحنة السلام في القرية المجاورة واستقدام أكياس الطحين بعد طحن الحنطة بمساعدة ولديه وحماره الكهل حاول مرارا وتكرارا تحميل أكياس الحنطة على ظهر الحمار لكن دون جدوى لأنه مايلبث أن يرتمي صريعا تحت وطأة ثقلها ......
استشاط أبو بسام غضبا أنزل الحمولة عن الحمار قال هيا بسام ورسام قوما باقتياد الحمار الكهل إلى وادي قريتنا السحيق وقيداه هناك فقد شاخ لايقوى على العمل
أعجب الولدان بالفكرة فهناك متسع لابأس به للفرار من العمل ونيل قسطا من اللعب .....
اقتاد الولدان الحمار إلى وادي بعيد متشابك الأغصان وخطر الجروف والصخور قيدا الحمار جيدا وغادرا المكان من فورهما بحثا عن أعشاش الطيور ومطاردة القبرات قرب النهر . .
مضت ساعات وساعات بدأ الجوع يتسلل إلى معدتيهما فقررا العودة وكانت المفاجأة صاعقة لهما( إنه الحمار الكهل خارج الدار يتناول  وجبة عشائه بنهم) بدأ العرق يتصبب من وجهيهما وحتى أرجلهما حتى يخال الناظر أنهما تبولا على نفسيهما........ غزا الأصفرار والشحوب ملامحهما وتلعثم لسانهما بالنطق. ...
أبو بسام يخاطبها أين كنتما حملت الحنطة وطحنت الطحين وخبز العجين وجهز العشاء ولم تحضرا أين كنتما أيها الكسولان الشقيان هز الحمار اذنيه الطويلتين بعد أن شبع من وجبة عشائه  مما أثار غضب بسام 
الذي همس قائلا عندما أفلت من العقوبة سأقطع لك أذنيك أربا أربا أيها الكهل ........تمم رسام مؤيدا وأنا سأساعدك في هذا .....
الأب يقول لن أقوم بقيادتكما الى المكان الذي ربطما فيه الحمار العجوز لأنه أوفى منكما ويعلم كيف يعود لصاحبه الذي بأمس الحاجة لمساعدته ويعلم حقوقه والواجبات الموكلة إليه اليوم ستبيتان ليلتكما خارجا بدون عشاء ومن الغد من لا يعمل بجد لن يأكل.....

لما حسن 

ليست هناك تعليقات: