الاثنين، 11 أكتوبر 2021

نص نثري تحت عنوان{{في عام ١٩٦٧ وإثر حرب حزيران}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سامر الشيخ طه}}


 في عام ١٩٦٧ وإثر حرب حزيران  تمَّ استدعاء والدي للخدمة الإحتياطية

فذهب وتركنا مع أمي وكنا أنا وإخوتي ما زلنا صغاراً
كان لي من العمر عامٌ ونصف
تقول أمي: أنني كنتُ أضمُّ ثيابَ والدي وأشمُّها وأبكي بحرقةٍ 
لقد كانت ثياب والدي تحمل رائحة عرقه الزكية التي تشبه رائحة الأرض بعد هطول المطر
تلك الرائحة التي مازالت حاسة الشمِّ لدي تحتفظ بها كأفضل رائحة عطر عرفتها في حياتي
ومازالت حاسة السمع تحتفظ بصوته العذب وهو يهمي باسمي موسيقا عذبة خلدتها ذاكرتي السمعية
وكان آخر ما احتفظت ذاكرتي من والدي تلك النظرة التي امتزج فيها العتبُ مع الرضا
هي النظرة التي ودعنا بها يوم أسلم روحه الطاهرة لبارئها
كان العتب في نظرته على القدر الذي كان يختطفه قبل الأوان ليحرمه منا قبل الأوان
لقد مات أبي في الخمسين من عمره تاركاً لنا ذكرى عظيمة
وألماً وغصة وحزناً ولوعة
ومازلنا حتى اليوم نحن إلى ذكراه العطرة
                     المهندس: سامر الشيخ طه

ليست هناك تعليقات: