الأحد، 10 أكتوبر 2021

ج(الأول) من قصة{{ليلة سوداء}} بقلم الكاتبة القاصّة السورية القديرة الأستاذة {{لما حسن}}


قصة قصيرة 
الجزء الأول 
ليلة سوداء 
جنى طالبة في السنة الجامعية الأولى تقيم مع صديقتها هناء في غرفة إيجار استأجرتاها من مختار  الحي في إحدى ضواحي مدينة القامشلي
كانت جنى وهناء تقومان بتدريس التلاميذ في المدرسة المجاورة للحي لتأمين نفقات دراستهما الجامعية
في يوم حانق ومكفهر الوجه من أيام شهر كانون الثاني تعود جنى إلى غرفتها والإصفرار يغزو وجهها البشوش حدثتها هناء باستغراب شديد ما بالك؟
أجابت جنى( علينا مغادرة هذه المدينة بالحال هناك خطر  قادم يتربص بنا )
علت ضحكات هناء وما أدراك بهذا؟
أجابت جنى سمعت شبان الحي يتهامسون بنظراتهم المريبة لقد اقترب موعدنا مع المعلمات العربيات .. ؟؟..
هناء بدهشة وابتسامة صفراء ( يالغرابتك وسذاجتك إنهم يمازحونك )
جنى بإصرار شديد وعصبية علينا مغادرة هذه المدينة في الحال وكفى جدال .
هناء برضوخ تام قالت( حسنا ياعزيزتي لكن ليس بجيوبنا نحن الإثنتين سوى ألف وخمسائة ليرة لاتكفي ثمن تذاكر السفر سوف ننتظر حتى نتقاضى راتبنا الشهري غدا او بعد غد)
جنى قالت بقلق شديد ( حسنا الله يجيب العواقب سليمة)
رياح قوية عاتية هزت نوافذ الغرفة التي تسكن فيها الصديقتين أزاحت الستائر وفجأة هبت جنى من سريرها مرتعدة( ياالهي ما هذا النيران تلتهم الأخضر واليابس في الخارج يا هناء استيقظي بسرعة) سرعان ما اشتد رعب المشهد بتواتر أصوات التفجيرات والحمم النارية المتساقطة تباعا
نظرت جنى إلى هناء والدماء تجمدت في عروقها حتى الشهيق لم تستطع التقاطه في تلك اللحظة
صمت رهيب مطبق خيم على تلك الغرفة البائسة انقرضت كل الحروف لا همس ولادبيب سوى صوت الفوضى والقذائف وروائح الإطارات المشتعلة و الدخان تتسلل إلى أنفاسهما المتقطعة من هول الصدمة وكارثية المشهد القاتم
قطع هذا الصمت صوت جنى تقول( مابالك  علينا أن نجد حل هيا إلى المختار صاحب الدار ولنحاول مخاطبة الإنسان في أعماقه لعله يحنو ويجد لنا مخرجا) 
هناء بحسم (هنا لاتراهني على الإنسانية راهني على النوايا الطيبة التي جلبت أقدامنا إلى هذه الديار راهني على النوايا الصافية والدعاء  الصادق )جنى التي كانت تشحذ كسرة كلمات داعمة استعذبت حديثها قالت (هيا لنكلم أبو نوري)فتحت الباب بهدوء شديد زحفت بمفردها  حتى مدخل الدار كي لا تجلب الأنظار وتتفادى القذائف والرصاص الطائش ارتعدت أطرافها عندما  رأت أبو نوري يتلصص عند مدخل البيت يرصد الأجواء بالخارج قالت عمي أبو نوري ماالذي يجري أجابها بابتسامة مبطنة
أنها الثورة 

يتبع 

ليست هناك تعليقات: