الجزء الرابع
ليلة سوداء
السائق اطمئن ستصلن وسأحصل على المكافأة المالية المجزية التي وعدني بها الأستاذ المثقف حنا ..هناء تقول (هكذا إذا )السائق يقاطعها لاتستغربي حالي من حالكن مابالي انا والثورات ينتظرني عند الوصول اثنا عشرا طفلا أكبرهم سنا ست عشرا عاما وأمهم عاجزة مقعدة من سنوات عند وصولنا بالسلامة سأحاول المغادرة مع عائلتي إلى مدينة دمشق وبالمبلغ الذي سأحصل عليه أحاول العثور على باب للرزق نعتاشه منه انا وابنائي بكرامة وعزة يقينا العوز والحاجة بعيدا عن الحروب والثورات .......
الصديقتان بدهشة تعاينان السائق بنظرات مختلطة يعلوها القبول والحذر والدهشة والقلق لكن حاولن التزام الصمت ......هناء بصوت عال أنها يافطة تقول (حلب على بعد اكم) بدأ الدم يتغلل في عروقهن تدريجيا والهواء الذي كان يدخل إلى رئتيهما قسرا بدأ بالتغلغل بنوع من الأرتياح مع تواتر في سرعة عجلات السيارة التي تقلهم .....
الساعة الخامسة فجرا خيوط الفجر الأولى تشق طريقها عبر الشجيرات الممتدة على جانبي الأستراد الدولي جنى التي تثبت نظراتها للأمام تحدق مثل الصقر الذي يبحث عن مبتغاه لأميال وأميال
صاحت بصوت مرتفع هناء استيقظي لقد وصلنا ألمح علم الجيش السوري يلوح في الأفق البعيد بجانبه جنود يرتدون اللباس العسكري رفرف علم روحيهما في الأعماق مجددا وعلت الإبتسامات محياهما جنى التي تدفقت شلالات الدموع من أحداقها سرعان ما أحست ببرودة تسري في أطرافها وتستشري في كامل بدنها تدريجيا ترأت لها صور خلانها وأهلها تلوح أمام ناظريها تكفف دموعها المنهمرة بغزارة فرحا وابتهاج حتى ما تلبس أن تغيب عن ناظريها بعد أن أسبلت أهدابها المثقلة من أهوال هذه الليلة السوداء وتغط في نوم قسري بين ذراعي صديقتها هناء التي تحدثها( الحمد لله مبارك لنا هذا الفجر الجديد يا أختاه)
وظل مصير النبيل المدلل الأستاذ حنا بعلم الغيب طي الكتمان ....
لما حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق