الاثنين، 11 أكتوبر 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{مشاعر على ضفاف النيل}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{السيدمحمدالدالي}}


مشاعر على ضفاف النيل ....... بقلم السيدمحمدالدالي
 ..

ولدت كباقي الأطفال البسطاء.
تجذبني نظرات أبي وأبتسامة أمي.
تشغل عيناي كل الخطوات بجواري.
رنات الخلخال وصوت الضحكات.
ولعبة أخي المتواضعة .
طائرة ورقيه يلهوا بها.
وانا الآخر سعيد بسعادته.
مضت الأيام على هذا النحو.
كبرت ووصلت لسن السابعة .
إلتحقت بالمرحلة الابتدائية بالمدرسة .
من ثم الإعدادية.عيشة بدائية.لكن كريمة.
عادات وتقاليد. وإحترام وأخلاق وقيم.
في صباح يوم دراسي.إتجهت للفصل.
حيث مقعدي والحصة الأولى .
كان الفصل مشترك أولاد وفتيات.
تلاميذ أبرياء في كل تصرفاتهم.
نتحدث كلا مع الآخر لحين دخول المدرس.
 هناك في بجواري مع الفتيات تجلس حواء .
أجمل فتيات العام الدراسي.
بشهادة عيوني وقلبي الذي يخفق لأول مرة.
شعور من الصعب يتكرر يوماً ما.
كنت لا أدري شيئ عن الحب تماماً.
ولا أملك سوى بعض نظراتي والخجل.
هي تنظر  إتجاهي. أنظر أنا للنافذة.
وحين تنظر أمامها.أتمنى أن تنظر ثانية.
وأحياناً تلتقي أعيننا على ميناء الإحساس.
كل يوم يتكرر الأمر. ولا أدري ما بداخلي.
وما سر إنجذابي لحواء ونظراتي ونظراتها.
يوماً ما خرجت من المدرسة .
وكنت معتاد أن أمشي على ضفاف النيل.
وأقترب منه حتى أصل إلى المياه.
أشرب منه وأستريح قليلا ثم أعود للبيت.
في ذلك الوقت كانت هناك سفينة تعبر أمامي.
كانت بالنسبة لي السفن شيئ أحلم برؤيته.
تأخرت بضع دقائق لحين ذهبت السفينة.
بعد ذلك قمت بالذهاب ناحية العمارات 
التي تطل على النيل .حيث الشارع المؤدي
إلى طريقي للمنزل .وفي إحدى النوافذ القريبة.
رأيت حواء تنظر منها وتنادي . تفضل. تفضل.
هذا منزلي. هذا منزلي.تفضل ياسراج الدين.
ورأيت بجوارها سيدة. تقول وهذه أمي.
قلت بصوت خافت يستبيحه الخجل . شكراً.
وتابعت السير إلى حيث أقطن.
لكن داخلي سعادة بعدد قطرات مياه النيل.
سعادة لا توصف .واقول ياسراج.اسمعت.
حواء تقول لك تفضل. 
تمنيت لو عادت بي الدقائق لأسمع صوتها من جديد.
عدت إلى منزلي  كأني عثرت على كنز .
فعلاً لقد حصلت على أجمل وأغلى من الكنز.
أنها نظراتها وهي تراقب خطواتي 
غربت عن عينها.كالشمس وقت الغروب .
وفي اليوم التالي.
وفي طابور الصباح .أنظر لجميع الفتيات.
بلهفة لكي آرى حواء .هل هذه هي أم هذه.
أم هذه.وتحديت نفسي .عليا أن أجدها.
حتى ولو بين ملايين الفتيات .
وأخيراً بعد التدقيق وأكثر من مليوني نظرة.
وجدتها . أنها هناك بالأمام .نعم هذا ردائها.
سوف تنظر الآن للخلف. تمنيت وتحققت أمنيتي.
فعلاً نظرت خلفها تتحدث مع صديقتها .
وأخيراً عقلي بدأ يهدأ.وقلبي يطمئن.
إنتهى الطابور الصباحي.وتوجهنا للفصول الدراسية.
ودخلت وجلست على مقعدي.وإذا بصوت حواء 
يدغدغ أذني .صباح الخير سراج.
قلت بصوت دافئ  صباح الخير حواء.
عم الهدوء داخل الفصل.والجميع ينظرون لنا.
ولطريقتنا في تبادل تحية الصباح.
قطع هذا المشهد الرائع علينا. مدرس الحصة.
وقام بإلقاء التحية .السلام عليكم.
قلنا بصوت واحد . وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
وبدأت الحصة ..وانا وحواء نختلس النظرات بطريقه
بريئه لشخصين لا يعلم كل منهم  ما سر هذه النظرات
ذات الشعور الراقي والجميل 🌹
أستمر الوضع لنهاية المرحلة الإعدادية على هذه الحالة.
نخرج للفسحة المدرسية نتقاسم أنا وهي الأكل والحديث
والضحكات والنظرات والابتسامات حتى لو شيئ أحزانها
يحزنني. وهي كذلك ..
وبعد أن تقدمنا للمرحلة الثانوية.
بدأ كلا منا يذهب إلى طريق مختلف.
هي في مدرسة وانا في مدرسة آخرى.
لا نتقابل أبدأ .حتى بداعي المذاكرة.
هي علمي .وانا ادبي.. فكيف الحل لرؤيتها.
مرت ثلاث سنوات وأنا أذهب كل يوم
على ضفاف النيل أنتظر رؤيتها من النافذة.
حتى ولو من بعيد..
وبعد ذلك جاءت مرحلة التقديم للمرحلة الجامعية.
ولاحظت نافذتها مغلقة دائماً .
مر أكثر من أربعة شهور .ولم أرى النافذة فتحت.
قلقت كثيراً عليها... فتجرأت وذهبت ناحية منزلها.
وطرقت الباب أكثر من مرة ..ولا أحد يجيب.
فتح باب شقة خلفي . وإذا بإمرأة عجوز تقول لي
تفضل يا بني أتحتاج شيئاً ..لماذا تطرق هذا الباب.
قلت لها .لقد جئت أسأل عن صديقتي إسمها حواء.
قالت لي .حواء لم تعد هنا بعد الآن .لقد هاجرت
لبلد آخرى إسمها القاهرة هي وأسرتها .
لقد قاموا ببيع هذه الشقة وشراء آخرى هناك.
قلت لها . شكراً أمي .وذهبت وكأن خطواتي
على زجاج مكسور.وقلبي لا أشعر بدقاته.
هناك شيئ غريب يحدث لي.لقد شعرت بظلام
من حولي .لا أستطيع التحرك أو الرؤيا أو الحديث.
كل ما فعلته هو أن جلست وفوق الأكتاف جبال من الهم.
وفي قلبي بركان من الوجع.
مرت السنين إلى أن وصلت للعقد الثالث من عمري.
كنت أعمل لدى شركة خاصة للمنتجات الغذائية بالقاهرة.
وفي يوم ما. أحسست جسدي ناحية الجانب الأيمن
من البطن يألمني جداً تحملت بضع ساعات ولكن
زاد الوجع ..وبدأت بالأهات .
أخذوني لأقرب مستشفى. أجريت بعض التحليلات والإشاعات.ومعي أصدقائي في العمل يقفون بجواري.
وجائت الممرضة تقول لي ..لا بد من أن تجري عملية 
جراحية الآن فورا ..قلت لها خير ..ماذا لدي.
قالت أنت لديك مشاكل بالزائدة..ولا بد من إستئصالها.
وافقت على الفور ..وتوجهت بحيث غرفة العمليات الجراحية. قام طبيب بتجهيزي ..وقال لي قبل التخدير.
لا تخف من سيجري لك العملية.أفضل وأمهر دكتوره
في مصر .لا تقلق أخي العزيز..قلت له شكراً لك.
وفعلا أجريت العملية وبدأت أتحسن ..لكن كان هنا 
حلم غريب أراه في منامي ..كأن حواء تلمس يدي وتقول 
سراج إطمئن أنت بعون الله ستكون بخير .
لكن عندما أستيقظ ..لا اراها وارى أصدقائي ومن يقوم بزيارتي من أقاربي فقط..
وفي صباح اليوم الأخير لي بالمستشفى ..كنت أرفرف
بين ذكرياتي .وإذا بصوت يقول صباح الخير سراج
ياربي إنه صوت حواء إنها هي .. فعلاً كانت هي 
 .قلت هل أنت أم أنني أحلم ..
قالت نعم ..ها أنا حواء ..حاولت النهوض ..
قالت لا .أستريح .
نظرت لكف يدها ..نفس اليد التي لامستني في الحلم.
قلت لها..في لهفة .لقد حلمت بك.وحلمت بيدك تلمسني .
وتدعو لي .قالت ليس حلم. بل حقيقة .كنت أتفقدك بين 
الحين والآخر لأطمأن عليك .لأني الطبيبة التي أجرت لك
العملية ياسراج..فرحت كثيراً.وبدأت أروي لها معاناتي من 
دونها وكيف كانت حياتي من يوم غيابها حتى الأن.
سمعتني للنهاية ..أبتسمت .ثم قالت. أتدري ياسراج .
أني حتى الآن أنتظر لقائك .لأقول لك أنت الحب الأول 
والأخير.............
.....
.. مشاعر على ضفاف النيل

بقلم/ السيدمحمدالدالي 

ليست هناك تعليقات: