السبت، 16 أكتوبر 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{تردد وخيبة}} بقلم الكاتب القاصّ السوري القدير الأستاذ{{سامر الشيخ طه}}


 قصة بعنوان ( تردد وخيبة)

كان كلَّما تلقَّى دعوةً لحضور فعاليَّةٍ من الفعاليات التي تقيمها الهيئات العامة في مدينته بخصوص مهنته العلمية ،   يهيء نفسه للحضور ويرتِّب أموره ويعكف على البحث في المجال الذي تطرحه الفعالية ويستجمع أفكاره ويراجعها
حتى إذا ما اقترب موعد الفعالية تردَّد وامتنع عن الحضور ظناً منه أنه سيفشل في المواجهة فهو قد تعوَّد على التعامل مع الناس من وراء ستار ، وهو يظنٍّ دائماً أن لديه القدرة على البحث في أي مجال والوصول إلى نتائج مذهلةعلى الورق ومن خلال الكتابة
أما في المواجهة المباشرة فهو يفقد تركيزه وتضيع منه الأفكار وتتلعثم على شفتيه الكلمات والعبارات فيظهر وكأنه متطفِّلُ على المهنة وقد يفشل في توضيح أفكاره
في يومٍ من الأيام  التقى صدفةً في الطريق بصديقٍ قديم  يعرفه منذ أيام الدراسة في الجامعة وهذا الصديق ممن يثقون به وبقدراته وهو ممن يتابعون أبحاثه في مجال المهنة
في جلسةٍ على فنجان شاي  في كافتريا بجانب الطريق ، عرض عليه صديقه إلقاء محاضرة مع مجموعة من الباحثين وهذه المحاضرة كانت قد قرَّرتها النقابة المهنية  وباعتبار صديقه عضو بارز في النقابة ورئيساً للجنة النشاطات فيها فقد عرض عليه إضافة اسمه إلى الباحثين في المحاضرة
قبِلَ العرض بتحفظ ولكن صديقه شجَّعه بقوة  وفي اليوم التالي تلقَّى دعوة رسمية من قبل النقابة مع ثلاثةٍ من المتخصصين في مجال دراسته لتقديم المحاضرة في الخامس عشر من الشهر الجاري
كان موضوع المحاضرة من جملة مواضيع تطرَّق لها في أبحاث سابقة وهو موضوع شيِّق ويستطيع إغناءه فهو يمتلك أدوات البحث في هذا المجال ويتقن المدخل والمخرج
لم يستغرق وقتاً طويلاُ في إعداد مذكرة البحث الذي سيقدِّمه وكان يعتقد أنه سيكون نقطة انطلاق حاسمة له في حضوره كباحث على مستوى القطر
في اليوم المقرر لم يشعر بالتردد ولأول مرة في حياته
هيَّأ نفسه ووضع البحث في محفظته وخرج من البيت
أدار سيارته وباتجاه النقابة قادها إلى أن وصل
نزل من سيارته وباتجاه صالة المحاضرات مضى بثقة
ولكن المفاجأة أنه لم يرَ أحداً أمام صالة المحاضرات
حاول فتح الباب المغلق فلم يُفتَح فقد كان مقفولاً
أخرج هاتفه الجوال واتصل بصديقه مسلِّماً ومتسائلاً
أين مكان المحاضرة؟
هل تم تغيير المكان دون إعلامي
فوجئ صديقه بسؤاله وقال له :  لكن اليوم هو الرابع عشر من الشهر وموعد المحاضرة غداً في الخامس عشر من الشهر
-   هل صحيح ما تقول؟
-   نعم صحيح
لم يعرف السبب في اعتقاده أن هذا اليوم هو الخامس عشر من الشهر
لكأن تردده لاحقه هذه المرة ليهيئ له اعتقاداً باختلاف في أيام الشهر
أغلق هاتفه الجوال وقفل راجعاً  وقرر الاعتذار عن فعالية الغد
               المهندس : سامر الشيخ طه

ليست هناك تعليقات: