قصة قصيرة
دعاء
بعد مرور إحدى عشر عاما قضتها بالتردد على عيادات أشهر أطباء معالجة العقم وضعف الإنجاب ليلى صاحبة 35عاما أنفقت كل مدخراتها المالية ومصوغاتها الذهبية دون جدوى أو علة واضحة لعدم انجابها طفلا يملأ دارها ضحكات وصراخ حتى أنها زارت رجال الدين في منطقتها شكت همومها وأفرغت مافي جعبتها من هموم
حتى الساحرات والمشعوذات والبصارات قامت بالتردد عليهن بكت بمجالسهن وأسفرت في البكاء
في مساء يوم تشريني عاصف يحدثها زوجها بلهجة مستاءة صارخة متألمة (يا بنت الحلال مضت أعوام طويلة من حقي أن يكون لي إبن يعنيني عند كبري ويحيي ذكراي بعد مماتي ) ردت باستغراب ماذا تقصد
أجابها ( نويت أن أتزوج ) سهاما قاتلة جرحت صدرها المتعب وقوافل دموع غزت أحداقها انهمرت على محراب خدودها تلعثمت بالنطق لكنها التزمت الصمت وخلدت إلى سريرها باكرا .......
مضى الليل ثقيلا طويلا لم يغمض لها جفن ظلت تتقلب ذات اليمين وذات الشمال مع بزوغ خيوط الفجر الأولى غادرت فراشها توضئت وصلت الفجر بدعوات مسموعة وقلب يتلوى حزنا ولوعة رددت (إلهي أنت وحدك ملجئي وملاذي عن كل العباد إن كان الزواج خيرا لي ولزوجي فأهلا بأحكامك وأقدارك المحتومة يا رب العالمين اشملني بلطفك وعفوك إن كنت من المذنبين الحانقين الخطائين فاعفو عن ذنوبي وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين أنت حسبي ونعم الوكيل )
أتمت صلاتها وخرجت مسرعة إلى فرن الحي تشتري الخبز لإعداد الفطور قبل استيقاظ زوجها صدمتها سيارة مسرعة عند اجتيازها الشارع نقلت إلى المستشفى بعد معاينتها تم الكشف عن كسر في يديها اليمنى جروح ورضوض في وجهها جنينها بخير على أحسن حال
لما حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق