●● مناجاة أبجدية●●●
سرت اطلب الإصغاء
طرشٌ، صخبٌ صادفوني
رقص وغناء أعمى البصيرة
لا بيت للأبجدية
أقسمت، أن ألقي هواجسي الحسيرة
بعيدا عن غيومهم العنيدة
وأسير طائر جناحاه كسيرة
لا تقوى على الطيران، حزينة
ظلّت ضجة الحياة بقلبي..
أسيرة
عدتُ إلى ظلماتي، همساتي، لغتي
الحزينة...
أضمد أبجديتها حرفا حرفا
عدت أتخبط في الدلالات
في الشوارد
في غريب اللفظ
أورَقٓتُ من أنوارها
الشريدة
نفس باكية، شديدة
استنهضتني من غفوتي..
عدت أنسج أوجاعي الخضيبة
أنشد أغاني الرعاة العنيدة
أقطف باقات ورود تليدة
أتت من آفاق شريدة
تحركت سهولي
الخصيبة
حملت فأسي، أزرع القيم
في هامات خريف
كئيبة
أطرد من مزارعنا الأرواح الشريرة
إلى لجج غابات شريدة
خرجت منها ذات سقطة ليلية
أبث في الديار الأنوار المضيئة
أنشرها في الجداول الرقراقة
عطورا تستفز النفوس العتيقة
توقظ العصافير ،تشدو بأغاني العزيمة
والسحب المتمنّعة
الثّائرة
فتحنُّ إلى الأرض القاحلة
تنزل قطرًا، همسات عبرات حنونة
صاخبة ترتل أهازيج بدايات جديدة.
حاتم بوبكر
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق