الأحد، 19 ديسمبر 2021

قصيدة تحت عنوان{{أنا منهكٌ}} بقلم الشاعرة اليمنية القديرة الأستاذة {{هزار محمود العاطفي}}


( أنا منهكٌ )

روحانِ بي والليل يلمسُ عبرتي
من بعدما جرحُ الفؤاد توقدا

جمراً تغلغل كاشفاً عن نابهِ
ومن الذهولِ صوتُ صبري جُمّدا

لتجوبُ أطيافٌ بعيني بينما
كانَ الحنين معانقاً بوح الصدى

أنا من سكنتُ بعمق أحزان تفيضُ
وطعمُ هذا الحزن أشهى لو بدا

أنا منهكٌ .. دعني  ألوذُ لوَحدتي
إني أريدُ  إلى  العذاب تمددا

عينايَ شاردتانِ .. أهوى حيرتي
مذ خانت الأيام وانحسرَ المدى

كيف السبيل ولا خلاص.. أنا غريقٌ
في دروب الغدر .. وانتشر الردى

لا خِضرَ أصحبهُ ليمددني بطوقٍ
إنما قلبي يجيئُ موحدا 

ماذا أقولُ إذا وقعتُ بوسط بئرٍ؟
والليالي يشدُ ظلمتها العِدا

وإذا ابتهلتُ كعابدٍ ببطن حوتٍ
فهل سأخرجُ ناجياً أم موصدا؟ 

من أينَ أمضي إذْ نجوتُ بوجهِ غيمٍ
قد تنشقَ دمعهُ عبق الندى

 أهدرتُ عمري .. من ألومُ أيا تُرى؟
أيقنتُ أني دون رشدي  أجردا

روحانِ قد عاشا بظلمٍ قاصفٍ
في داخلي لون الطلولِ تجسدا 

صرخاتها .. من بين جدرانٍ أتينَ
كأن يوماً للعقابِ تحددا 

أو معبدٌ صخِبٌ بأنواع الإبادةِ
يحتويني ثم يقتلُ مولدا

مما أخافُ .. ومن شموس تعاستي
خُلقتْ بحورٌ كي أموت مجددا

الحبُّ يُتلى فاقرأوني  آيةً
من نورها أتتِ الكواكبُ سُجَّدا 

لو تغلقوا باب المحبةِ في عيوني
سوف أغدو في حياتي أرمدا
......................
د. هزار محمود العاطفي

اليمن 

ليست هناك تعليقات: