#أود ان أنوه .. ؟
أنا من عشاق الإسترسال والسرد الطويل لأصل لنقاط معينة التي تحتاج لمساحة كبيرة لأتمكن من إيصالها ..
هذه القصة طويلة ..
ومن عدة أجزاء ، قد تكون شبه روايه
قصة
لحظة ضعف
الجزء الثالث
بعد ان شعر بشيء ما يداعب شعر رأسه
قفز كالمجنون من مكانه ، مد يده على رأسه ليتأكد إن كان شيء ما قد دخل بداخل فروة الرأس ..
نظر لزائرة الليل ، وجدتها تنظر إليه بعد ان إستعادت وعيها ، و هي من مدت يدها لتحرك شعره لتوقظه ..
كانت ضعيفة جداً ، ولون وجهها شاحب
سر الرجل كثيراً ، جلب كرسيه و وضعه بقرب السرير ، تحدث معها ، هي محاولة منه ليطمئنها ، كانت ترد عليه بصعوبة بالغة ، هي بحاجة لوقتطويل لتتماثل للشفاء ..
سارع بإعداد فطور ساخن لها ، طلب منها
بأن تنهض من السرير ، لتغسل وجهها وتدخل الحمام لتغير ملابسها ، حاولت النهوض فعجزت ، أمسك بيدها ليساعدها بالنهوض ، لتبلغ الحمام ، فكان له ما أراد
جلب ثيابها التي كانت ترتديها عندما طرقت الباب ، كانت نظيفة ، هو من قام بغسلها ، بعد عدة دقائق ، خرجت من الحمام ، وإتكئت على الحائط القريب ..
أسرع بإتجاهها ليساعدها ، أراد ان يجلسها على الكرسي لتتناول فطور ، رفضت وأشارت له بأنها تريد العودة للسرير ، كان لها ما أرادت ، أعادها للسرير ، بعد ان وضع وسادتين لتسند ظهرها ، وضع أمامها الفطور ، هو من قام بإطعامها بيده ، كانت كطفلة صغيرة تحتاج لرعاية ذويها ..
رق قلبه لها ، كان عيناها لاتعرف الإستقرار
فهم من نظاراتها الكثير ، ألف سؤال بجمجمتها يدور ، لكنها مستسلمة للواقع الذي هي فيه ، بعد ان أكملت فطورها ، جلب لها الدواء ، وبعد ساعة أعد لها عصير طبيعي ليمنحها القوة ، ويساعدها على الشفاء ..
عادت من جديد للنوم ، وهو عاد لقراءة رواية صاحبه المغمور وللتدخين ، دخل وقت العصر ، نظر من النافذة الصغيرة لخارج الكوخ ، كانت الشمس ساطعة ، والثلج ناصع البياض ، أغراه المنظر ، فخرج من الكوخ بعد ان إطمئن على السيدة ..
نظر لإمتداد الثلج ، كان كلبحر الكبير
الذي لاتحده شواطئ ، نظر للشمس الخجولة التي تزين السماء من دون ان ترسل الدفء لتحي الأرض بعد ان دفنت بقبر الثلج ..
ذهب لسيارته رباعية الدفع التي تغفو تحت التلة ، و للجرار ، ومد رأسه لينظر لداخل البئر ، حقل والده كان كبير ..
تمشى قليلاً ، و بعد عدة دقائق لم يعد يشعر بأصابع قدميه من شدة البرد ، فعاد مسرعاً للكوخ ، كانت السيدة مستيقظة
لكنها كانت خائفة جداً ، ظنت بأنه قد رحل وتركها لوحدها ، عندما رأته بكت وبحرقة
رغم خوفها من صاحب الكوخ ، لكنه بات لها صمام الأمان ..
حاول تهدأتها لكنه لم يفلح بذلك ، مد يده ليمسك بيدها لتشعر بالأمان ، سحبتها بقوة ، فهم الأمر فإبدعت وعاد لكرسيه
الهزاز ، بقي الحال على ماهو عليه ..
دخل الليل نادته ..
أرجوك ساعدني لأدخل الحمام ..
فعل ما طلبت منه ، و أعادها للسرير بعد ذلك ، أعد وجبة العشاء ، تناولت عشائها ودوائها ، وعادت للنوم ، عاد لكرسيه ونام
بعد ان إطمئن عليها ..
أثناء نومه أزعجه ضوء كان مسلط على وجهه ، فتح عيناه ، زائرة الليل هي من فتحت ستائر النافذة ، نظر للمائدة ، كان الفطور جاهز ، والسيدة تجلس على الكرسي من دون كلام ، نهض بسرعة ، ألقى عليها تحية الصباح ، ردت التحية بأحسن منها ..
شعر بالإرتياح لسماعه صوتها بعد ان تعافت ، أسرع بدخول ليغسل
وجهه ، ثم عاد ليشاركها وجبة الفطور ، بالفعل تناولا وجبتهما ، ولكن من دون كلام
وبعد الإنتهاء منها قاما برفع ما كان عليها ونظفا المكان ..
جلسا معنا ، كان الخجل اضح على ملامحما ، كانا يبحثان بصمت عن مفاتيح الحديث ..
قالت له ..
لقد قمت بتغير ملابسي بالكامل ياسيدي
هذا الأمر لايجوز .. !
نعم ..
أنا من غير ملابسك ، لكن للضرورة أحكام
كان ملابسك مبتلة وتقطر منها المياه ، ولو وضعتك على السرير ، وملابسك على جسدك ، لإزدادت حالتك سوء ..
أجل كلامك صحيح .. ياسيدي
أثناء مسيري لم الاحظ بركة الماء الصغير التي تقع بالقرب من باب مزرعتك عند حافة الطريق ، فسقطت بداخلها ، لكن من حسن حظي إنها لم تكن عميقة ، و باب مزرعتك المصنوع من أغصان الأشجار ، كان الباب مفتوح ، وأنا تائهة أسير على غير هدى ، ظلام دامس وتساقط الثلج زاد الطين بلا ، ونباح الكلاب أرعبني ، كان ضوء الكوخ المرتفع يعني لي الخلاص ..
لكن ما الذي جاء بك في تلك الليل القاسية
ياسيدتي .. ؟
آه ...
يتبع
جاسم الشهواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق