الاثنين، 6 ديسمبر 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{من وحي التراث}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{اسماعيل عبد الهادي}}


من وحي التراث .. 

قصة قرأتها
وعلى طريقتي
كتبتها ونشرتها

ساءت الحال بين رجل وزوجه
لفقر أصابهما وضيق ما بعده شدّة
  حتى كاد الطلاق بينهما لا محالة واقع
فخرجت امرأة الفقير ساعة من نهار
ويمّت وجهها إلى دار رجل فتح الله عليه
ورزقه رزقا وافرا من المال والحلال وأغناه
وقفت بباب الدار
وقرعت الباب قرعا خفيفا
ولما فتح الباب رأت قبالتها خادما
سألها الخادم
من تكونين  ايتداء
ثم ما حاجتك يا امرأة
فقالت المرأة أنا اخت سيدك
تعني صاحب الدار
ما أثار حفيظته اي الخادم
فدار في خلده أن ليس لسيده
أخت ولم يعهد بسيده ان تحدث يوما بهذا
فالتبس عليه الأمر
دخل على سيده
ثم سأله 
من بالباب
فقال امرأة تدّعي بأنها أختك
فقال أدخلنيها
فلما دخلت وألقت عليه السلام والتحية
نظر اليها بوجه جاشّ وباش
ومن أي اخوتي تكونين
فردت عليه
من آدم
فجال في باله وقال في نفسه
رحم مقطوعة
ووالله لأكوننّ أول من يصلها
ثم أردف قائلا
وما حاجتك
فقالت قد يخفى على سيدي
بأن الفقر
مرّ المذاق
ووقفت وزوجي على باب الطلاق
فهل عندكم شيّا
ليوم التلاق
وما عندكم ينفذ
وما عند الله باق
فلما سمع كلامها
وأعجبته حصافتها وسؤالها
قال لها أعيدي سؤلك وكلامك
واقرئي علي من جديد مطلبك وحاجتك
فأعادت كلامها والرجل غارق في الإنصات
لها والاستماع لكلامها
ثم طلب منها الإعادة ثالثة فأعادت دون اعتراض
وفي الرابعة ضجرت المرأة واستنفرت
استطردت قائلة
إن في الإعادة مذلّة
وما تعوّدت أن أتذلّل إلا لله وحده
فقال الرجل
لا وإيم الله ربي وربك
فما قصدت
غير أن كلامك أدهشني و أعجبني
ووالله لو عدت كلامك ألف مرة لأعطيناك
في كل مرة ألف درهم
فأمر الخدم بأن يعطوها
من الجمال عشرة
ومثلها من النوق عشرة
ومن الغنم ما تشاء
ومن المال فوق ما تشاء
ثم واصل كلامه
لنعمل شيئا ليوم التلاق
فما عندنا ينفذ
وما عند الله باق

                                 أبو آمن 

ليست هناك تعليقات: