بين طيات السنين
عبدلي فتيحة
لا يزالُ الصوتُ يرجع
يبكيِ كالنَّاي الحزينْ
من أغاني البعدِ حاكَ
معطفًا غطَّ الحنينْ
و يظلُ في رباهُ
راكدًا في حفرتين
حفرةٌ تنعَى غروبًا
تخلِطُ الماءَ بطيِنْ
و تُولي فيهِ دومًا
كالصَّدى بينَ الوتين
إن سُئل ماذا دهاكَ
عاكفًا طولَ السِّنين
قال ليتَ الوقتُ يُطوَى
كي أعود لحظتين
و أضمَّ كل ذكرى
أخرِجُ الوجدَ الدَّفين
هشَّم الوجدُ فؤادي
كرغيف الجائعين
لا فتاة منه يُنسى
يُلتقط كنزًا ثمينْ
آخر السجدات كانت
حين كُنَّا راحلين
لم نكن يوما نظن
أنًَ لسنا راجعين
بعد إسباغِ الوضوء
من صنابير اليقين
قد قضى فينا الفراق
و اللقا باتَ ضَنيِن
رُغم مدِّ الُعمرِ كُنَّا
بالحياة مؤمنين
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق