الجمعة، 3 ديسمبر 2021

نص نثري تحت عنوان{{لا تمعني في مياهي الآسنة}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{حمزة أونسي}}


لا تمعني في مياهي الآسنة...

يا امرأة دلفت دواخلي بلا ضوء
والقمر مطفئ
ضاعت مسالكه في عتمتي دون انعتاق
تذمرت من حزني العظيم
من قفر ظلال لاحقتها خساراتي
من خرائط جسد منهك على رصيف المتاهات
من تربة مشوهة علقت أحلامي
بمشانق بوحي
اندلقت بها هويتي بلا انتماء
ابتكرت فاكهة الكلام
وأزهرت لغة تلعق قرحها من كسر خوافقي
يا امرأة مشتهاة
أنا لا أشبهني
ومرآة الوقت مقصلة
غيرت التقاسيم وقطعت حبل الوريد
من الوصل
فهرع نحوي كل استلاب
أنا شجرة مجردة
من ثمر المبتغى يعلو آفاقها شجني
ولا تنتظر مطرا من سماء عقيمة
يا امرأة حطام المرايا
أنا حمام خارج السرب لا أجيد الهديل
ولا التملق ولا التزلف
لأتبوأ صدارة النفايات
وأبي الذي أطلق الرصاص في وجه المستمعمر
مات مهمشا وبيته آيل للسقوط
وأخي الأكبر الذي عمره في مواجهة كيمياء عفنهم
طاله مرض عضال من فرط وسخ جحورهم
واريته الثرى وما منحوه حقوق 
موته المبكر
عطلوا معاشه
بتهمة أنه مات عازبا
ولا حق جرايته بعد المنية في الحياة
يا امرأة خارج زنازين فصولي
امحي خطاك من ذهول أمكنتي
ولا تعبري يباسا
مس صراطه الخبل...

بقلم حمزة أونسي 

ليست هناك تعليقات: