الأحد، 26 ديسمبر 2021

ج(الثاني) من قصة {{لحظة ضعف}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


قصة
بعنوان ( لحظة ضعف )

الجزء الثاني

بعد تردد كبير ..
فتح باب الكوخ فصرخ .. ؟
رحماك ربي ..

سيدة أربعينية تستلقي على ظهرها فاقدة للوعي ، أسرع بحملها على كتفه ، و وضعها
على السرير ، كانت ثيابها تقطر ماء ..
ما إضطره ليجردها كل ملابسها ، ألبسها 
ملابس من ملابسه ، علقت صورة جسدها العاري بذاكرته ، إستعاذ بالله من الشيطان
عاد للسيدة ليضعها على سريره بعد ما غير
الشراشف بأخرى جديدة ، قام بتغطيتها
كان السيدة فاقدة للوعي ، لاشيء يؤكد بأنها حية غير أنفاسها المتسارعة ..
حرارتها مرتفعة جدا ، وجسدها كان يرتعش بقوة ، هي الحمى .. 
سارع الرجل بوضع الكمادات على جبينها الساخن ، مرة عدة ساعات ، ووضعها لم يتغير ، تذكر بأنه كان قد جلب معه أدوية من المدينة ، ومن ضمنها حقن خافضة للحرارة ، وأخرى علاجية .. 
أخرج ذراعها ليحقنها في عضلة اليد اليسرى ، توقف لعدة ثوان .. ؟
بشرتها كانت ناصعة البياض ، عاد من بعيد
من عالم شيطاني ، هز برأسه ندما ، حقن السيدة بحقنة تعمل على خفض حرارة الجسد بسرعة ، بعد عدة دقائق تعرق حبينها ، وتوقف الجسد عن الرعاش .. 
لم ينم تلك الليلة ، ولم يفارفها طوال الليل
ومع صوت أذان الفجر ، غالبه النعاس ، لم يعد يستطيع لمقاومة والصمود ، وضع رأسه على حافة السرير ، إستسلمت عيناه
للنوم ، بعد عدة ساعات ، أيقظه صوت ضعيف ، السيدة أن وتهذي ، وضع يده على جبينها ، حرارة مرتفعة جدا ، أخذ حقنة من نوع مختلف ، علاجية وليست بخافضة للحرارة ، حقنها بذراعها الأيمن
وأتبعها بحقنة خافضة للحرارة ..
إستقرت حالتها ، لكنها لازالت فاقدة للوعي 
نظر للساعة الجدارية ، كانت تشير للحادية عشر صباحا ، تأكد من وضعية الأغطية الموضعة فوق جسدها الهزيل ، وضع يده على رقبتها ، كان نبضها وأنفاسها متسارعان ، لكنه شعر بالإرتياح ، لأنها كانت غارقة بعرقها .. 
وضع إبريق الشاي على جمر المدفئة الحجرية بعد ان أحرق المزيد من القطع الخشبية .. 
جهز وجبة الفطور ، كان يأكل وينظر لتلك
المرأة ، رغم كل ماهي عليه .. ؟
كان جمالها أخاذ ، شعرها أصفر ، فمها صغير ، وشفتاها متفختان ، وخدودها حمراء ، أنفها جميل جدا ، ورقبتها الغارقة بالعرق كأنها مرمر ، وقوامها الممشوق حكاية أخرى ، عاد الشيطان ليوسوس له من جديد .. 
هل مازلت تتذكر صورتها وهي عارية .. ؟
نعم .. 
لا ..
إرتبك ..
عاد للإستغفار ، وإستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، سرح مع كل مابداخله لأبعد مدى
وقال .. ؟
ما حكايتك يازائرة الليل .. ؟
وضع القليل من البسكويت في الشاي 
ليحوله لمزيج ، سحب شفتها السلفى للأسفل ، وملء ملعقة الكوب بالشاي والبسكويت المذاب فيه ، بدأ بإطعامها
كرر العملية عدة مرات ، كانت تلك الوجبة كافية لتمنح جسدها القوة .. 
دخل الليل ، وزائرة الليل مازالت فاقدة للوعي ، جلس الرجل على حافة السرير
و وضع يده على جبينها ، حرارتها مستقرة
وضع يده على رقبها ، نبضها مستقر وأنفاسها طبيعية ، أطال النظر إليه ، تنهد بعمق كبير ثم نهض ، سار بإتجاه كرسيه الهزاز أمام المدفئة ، أخذ روايته ، تابع القراءة من أخر نقطة توقف عندها لحظة طرق الباب .. 
كان الكوخ صامت ، وكل ما حوله كان صامت ، وكأن أحد أخبر التلة والحقل بأن بداخل الكوخ هناك مريض .. 
نهض الرجل لينظر من خلال النافذة للخارج ، الثلج كان قد غطى كل شيء
عاد للقراءة ، بدأت السماء تعلن على ان رحمة الله أوسع من كل شيء .. 
رعد وبرق ، وتبعهما غيث من رب غفور رحيم ، سر الرجل لتساقط الأمطار .. 
لأن المطر سيذيب الثلج ، ويرفع درجات الحرارة ، تابع القراءة ، فتح باب الساعة
ليخرج العصفور من جديد ، الساعة الأن
الثالثة صباحا .. 
نهض الرجل من كرسيه الهزاز ، كان جسده يؤلمه ، لأنه لم يستلقي منذ ليلة البارحة
ذهب للسيدة ليطمئن عليها .. 
حالته مستقرة ، لكن ما يزعجه ، فقدانها للوعي ، جلس على كرسي كان بقرب السرير ، ليضع حبينه على حافته ، ليغط بنوم عميق .. 
وأثناء نومه شيء ما يحرك شعره ، قفز من مكانه .. 

                          يتبع

                                  جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات: